امللك سلمان يستهل جولته اآلسيوية بزيارة ماليزيا
يستهل خـادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز جـولـتـه اآلســيــويــة بــزيــارة مملكة مـالـيـزيـا بـعـد غــد «األحد»، ومنها إلى إندونيسيا فالصني ثم اليابان، وانتهاء باملالديف، ومن ثم يغادر إلى األردن للمشاركة في القمة العربية. ويرى مراقبون أن زيارة امللك سلمان ملاليزيا التي يرافقه فيها عدد من الوزراء وكبار املسؤولني، ستسهم في تعزيز العالقات املميزة بني الرياض وكواالملبور، وفتح آفاق جديدة للتعاون االقتصادي القائم بني البلدين، وفق رؤيـة ،2030 خصوصا أنـهـا ستشهد توقيع عــدد مـن مــذكــرات التفاهم للتعاون في مـجـاالت الـتـجـارة واالسـتـثـمـار، والـصـنـاعـة، والعمل واملوارد البشرية. وكان خادم الحرمني الشريفني قد أشاد في برقية تهنئة مللك ماليزيا السلطان محمد الـخـامـس بمناسبة تنصيبه ملكًا لبالده في يونيو ،2016 بتميز العالقات األخوية التي تربط بني اململكة العربية السعودية وماليزيا، والشعبني الشقيقني، مؤكدا سعي الجميع لتعزيزها وتنميتها في جميع املجاالت. والتقى امللك سلمان في يونيو 2015 رئيس الوزراء املاليزي مــحــمــد نــجــيــب عــــبــــدالــــرزاق، إبـــــان زيــــارتــــه لـلـمـمـلـكـة وبحث مــعــه «الـتـمـيـيـز الــعــنــصــري والـتـطـهـيـر الــعــرقــي ضــد مسلمي الـروهـيـنـغـا»، إضــافــة إلــى تــطــورات األحــــداث عـلـى الساحتني اإلسالمية والدولية. كـمـا بـحـثـا خـــالل الــلــقــاء «عــالقــات الــتــعــاون بــني الـبـلـديـن في مختلف املجاالت، والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها، إضافة إلى تطورات األحداث على الساحتني اإلسالمية والدولية». وشــــدد خــــادم الــحــرمــني الــشــريــفــني عــلــى «ضــــــرورة التصدي لسياسة التمييز العنصري في إطار قـرارات منظمة التعاون اإلسالمي، واألمـم املتحدة، ومبادئ حقوق اإلنسان العاملية»، إضـــافـــة إلــــى اســتــعــراض جــهــود املــمــلــكــة الــــبــــارزة فـــي تقديم املساعدات اإلنسانية لهم. كما زار رئيس الوزراء املاليزي اململكة مطلع ،2016 وأكد في تصريح له أن العالقات الثنائية بني ماليزيا والسعودية أثمرت املزيد من الفرص للتعاون في قطاعات أساسية مثل االقتصاد والتعليم. وأعرب عن ثقته في أن هذا التعاون سيجلب العديد من الفوائد التي تعود على البلدين وشعبيهما.
عالقات مميزة
وتتسم العالقات السعودية ــ املاليزية منذ إقامة العالقات الــدبــلــومــاســيــة بـيـنـهـمـا مـطـلـع الــســتــيــنــات عــلــى االحترام املتبادل والعمل على تطويرها في املجاالت كافة، واستمرت هذه العالقات املميزة بني البلدين على األصعدة كافة. وتحظى اململكة باحترام كبير، خصوصا لـدى األوساط الرسمية والشعبية والتجمعات اإلسالمية كافة. وتشكل وحدة العقيدة الدينية والروابط الروحية األسس املتينة لـعـالقـات الــريــاض وكــواالملــبــور، وتــقــوم العالقات الــســيــاســيــة بـيـنـهـمـا عــلــى أســـــاس إيـــجـــاد مــنــاخ للتفاهم واالحترام املتبادل. ويمكن وصف العالقات السعودية ــ املاليزية بأنها قديمة وطـبـيـعـيـة، وشــهــدت فــي مــراحــل تـطـورهـا قـــدرا كـبـيـرا من التميز خالل العقد السابع من القرن املاضي، حيث لعبت ماليزيا دورا مميزا إثـر حريق األقصى أواخــر الستينات مــن الــقــرن املــاضــي فــي إنــشــاء منظمة املــؤتــمــر اإلسالمي، كـمـا تـوجـت تـلـك املـرحـلـة بــزيــارة املـلـك الــراحــل فيصل بن عبدالعزيز إلى ماليزيا صيف عام .1970 كما شهدت األلفية الثالثة تـطـورا ملحوظا فـي العالقات واالتصاالت رفيعة املستوى، وأسهمت زيارة امللك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز إلى ماليزيا نهاية يناير ،2006 في تكريس هذه العالقات وتطويرها في شتى املجاالت، وفتح آفاق جديدة للتعاون املشترك.
تعاون سياسي
كما شهدت الظروف الحالية التي تمر بها املنطقة تعاونًا سياسيًا مثمرًا بني البلدين، أدى إلى تبلور شكل العالقة وظـهـور كـواالملـبـور كحليف إستراتيجي. وتـأتـي مشاركة مــالــيــزيــا مـــع 20 دولـــــة عــربــيــة وإســالمــيــة فـــي املناورات الضخمة (رعد الشمال) التي جرت في السعودية بمدينة امللك خالد العسكرية في مدينة حفر الباطن أوائل مارس ،2016 دليال واضحًا على مدى التكاتف والتالحم البناء بني البلدين.
اتفاقية أمنية
وفـــي 18 أبــريــل ،2011 وقــعــت الــســعــوديــة ومــالــيــزيــا في الرياض اتفاقية تعاون أمني واستخباراتي تهدف ملكافحة اإلرهاب ومحاربة املجموعات اإلجرامية. وتـشـمـل االتـفـاقـيـة الــتــعــاون فــي مــجــاالت مـكـافـحـة جرائم اإلرهــــــاب الـــدولـــي وتــمــويــل اإلرهــــــاب والــجــريــمــة املنظمة وجــرائــم املــخــدرات والــتــزويــر وتـزيـيـف الـعـمـالت وتهريب األسلحة واالتجار غير املشروع بها والجرائم االقتصادية وغسل األموال والجرائم املعلوماتية. وركـــزت االتـفـاقـيـة بــصــورة كـبـيـرة عـلـى تــبــادل املعلومات األمنية بني الجانبني، إضافة إلى تبادل الخبرات والتعاون في مجال التدريب األمني.