Okaz

هنيئا لهناء صبرا وأمال

-

قرأت في «عكاظ» عبر صفحة كاملة قصة هناء إسكندر والفقيد شقيقها حمزة يرحمه الله ووالديها وأهلها فشعرت أوال بالفخر واالعتزاز بما قامت به هذه الصحيفة ومؤسسة عكاظ للصحافة والنشر بهذا العمل االجتماعي واإلنساني والصحفي، ثانيا تملي علي مهنتي واجبا أن أخـط هـذه السطور تقديرا للمريضة هناء ووالديها وأهلها على قوة صبر وإرادة وأمل ابنتهم في ما قدر الله لها وللفقيد شقيقها بمرض السرطان الخبيث، رغـم أنني لم أتشرف بمعرفتها وال شقيقها رحمه الــلــه، وال أحــد مــن أهلها قبل قــراءتــي عنهم فــي هــذه الصحيفة لكني تـأثـرت بقصتهما بـاعـتـبـا­ري أبــا لست بـنـات وجــدا ألحـفـاد وحفيدات وطبيبا عبر ما يزيد على أربعة عقود من الزمن وفـي املقدمة إنسان أكرمني الله بـاإلسـام وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. أقــول هنيئا لهناء صبرا وإرادة وأما ألن تلك الصفات هي الدواء والشفاء لكل داء وفقا ملا أمرنا به الخالق عز وجـل في قوله: (واصـبـر لحكم ربـك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربــك حـني تـقـوم). وقصة هناء وحـمـزة تذكرني بقصة مريض وزوجته عرفتهما وهما يصبران ويتعايشان مع مرض سرطان خبيث من أشد أنواع الخبث وهو سرطان الكبد. وأذكر للقارئ ولـهـنـاء وأهـلـهـا أن املــريــض الـــذي عـانـى مــن مــرض ســرطــان الكبد كان صبورا ذا إرادة وأمل في الله واستمر في مشوار دراسته في بريطانيا، ولــم يفقد األمـــل وال الـصـبـر وال اإلرادة ودرس حـتـى حــاز عـلـى أعلى الشهادات العليا في تخصصه جـراح أسنان وهـو يعاني من آالم هذا السرطان. وأكثر من ذلك كان يعقد اجتماعات مع شركات ورجال أعمال لنقاش تأسيس أكبر وأضخم وأرقــى مركز لجراحة األسـنـان في بلده السعودية. عايشت أنا وزوجتي املريض وزوجته عن قرب وكنا نشعر منهما قوة الصبر واإلرادة واألمل في الله عز وجل وتعلمنا منهما هذه الصفات وعملت بها كطبيب منذ تخرجي. أضرب لكم هذا املثل: لو أن طفا صغيرا أخذ إلى طبيب أسنان، يصيح، ويتحرك حركة عشوائية، ويرفض، ألنه يجهل هذا الذي سيكون لصالحه. أما الراشد، قد يتألم، قد يشعر بألم شديد، قد يكون قلبه ال يحتمل املخدر، فيقلع ضرسه من دون مخدر، واأللـم ال يطاق، ومع ذلك يصبر، ملاذا يصبر؟ ألنه يعلم أن هذا العمل لصالحه، ألن الله عز وجل يقول: (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمـنـتـم)... اآليــة. هناك مـن يصبر خوفا على مـركـزه. هناك مـن يصبر خوفا على ماله الذي جمعه. هذه أنواع الصبر التي ال عاقة لها بهذه اآليات. أما اإلرادة فهي تنقسم إلى إرادة شرعية، وإلى إرادة كونية، وأما األمل فهو ال ينقسم وإنما يكون كونيا فقط. اإلرادة الشرعية: هي التي توافق ما يحبه الله ويرضاه. قال الله تعالى: (يريد الله أن يخفف عنكم وخلق اإلنسان ضعيفا). أما اإلرادة الكونية: فهي التي تكون في ملكه فا يقع في كونه إال ما يريده. قال الله تعالى: (ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا)... اآليـة. ونختم باألمل والتفاؤل فهما شعوران مترابطان وإيجابيان، ويجب على كل إنسان أال يفقد أمله بالله وأن يحسن الظن ويتفاءل بما قــدر الله لـه أن يحدث وأقـــول: هنيئا لهناء صبرا وإرادة وأما. للتواصل: فاكس: 0126721108

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia