شياطني النساء والفقراء
مـن املـفـارقـات الكبرى أن يقال إن «الـشـرق روحـانـي والـغـرب مـــادي»، بينما الــغــرب حـالـيـا هــو مــصــدر لــألبــحــاث الـعـلـمـيـة فــي املــجــاالت امليتافيزيقية الروحية بينما الشرق في حال «أمية ميتافيزيقية» ومتواكل على التفسير التقليدي املعمم بأن كل الظواهر امليتافيزيقية سببها الجن، بينما الدراسات العلمية لهذه الظواهر كشفت أن غالبها توهم ومسبباتها عادية أو أمراض عقلية ونفسية، أو أمــراض عضوية تتعلق بـالـدمـاغ كـــاألورام والـصـرع أو مؤثرات من البيئة كتأثير املجاالت الكهرومغناطيسية أو موجات صوتية معينة على الدماغ ناتجة عن مصادر طبيعية أو صناعية، لكن هناك %1 منها هــو بالفعل ذو طبيعة ميتافيزيقية وأبـــرز مسبب لـهـا لـيـس الجن واألشـبـاح إنما شخص في البيت يعاني من ظــروف ضاغطة وكبت وقمع شديدين النفعاالته القوية، وكل تلك الطاقة املكبوتة تتصرف بشكل ال إرادي عبر بيئة املكان؛ ولهذا الظواهر تحدث فقط عندما يكون موجودا وتتمثل في: انقذاف األشياء وتحطمها، أصـوات ضجيج، اضطراب بعمل األجهزة، أعــراض جسدية ال تفسير طبيا لها، ووجــد العلماء أنها تتولد غالبا عن اإلنــاث والفقراء بسبب معاناة هاتني الفئتني غالبا من مستويات ضغوط وكـبـت عـالـيـة، وأشــهــر حــادثــة مـوثـقـة لـهـذه الـظـاهـرة الـتـي تسمى «األرواح الضاجة- »Poltergeist تمثلت فيما عرفت باسم «األرواح الضاجة لشارع poltergeist-نوتنروث »Thornton Road في برمنجهام- بريطانيا عام 1981 حيث كل ليلة ولساعات متواصلة كانت البيوت تتعرض لوابل ال يتوقف من الحجارة الكبيرة الثقيلة التي كانت تـؤدي لتحطم زجـاج البيوت وأضرار عـامـة، فطوقت الشرطة الـشـارع ونصبت كاميرات مراقبة فـي كـل جــزء منه إضـافـة ملرابطة رجــال الشرطة داخــل وخــارج البيوت ومحيطها وكـل مدى يمكن منه قـذف الحجارة سـواء باليد أو بآلة مـا، وقضت الشرطة أكثر من «أربــعــة آالف» ســاعــة مــراقــبــة حثيثة وتــمــت االسـتـعـانـة بــخــبــراء مقذوفات وبالعلماء مـن كـل تخصص، ولـم يمكن التوصل ملصدر لها، وشهد رجال الشرطة والخبراء بأنفسهم تساقط الحجارة وبدت وكأنها تسقط من الفراغ وكانت من نوع الحجارة املنتشرة باملنطقة، وبدت متركزة بشكل أكثر كثافة على ثالثة بيوت، وكان التفسير الوحيد الذي توصل إليه بعض علماء النفس هو ذلك الذي ينتمي لعلم النفس امليتافيزيقي أي «الباراسيكولوجي» وهو أن أهل الشارع هم من الطبقة املتواضعة الواقعة تحت ضغوط بالغة وكبت لهذه االنفعاالت، فتم تعيني معالجني نفسيني لسكان تلك املنازل إلرشادهم لكيفية التعبير عن انفعاالتهم وعدم كبتها، وبالفعل توقفت الظاهرة بشكل مفاجئ بعد استمرارها لثالث سنوات وحتى اآلن لم تتكرر، ولم يتم القبض على أي مشتبه به.