Okaz

املنفقع وشلخة الكادي

- علي بن محمد الرباعي

نزلت (مليحة) أو (شلخة الـكـادي) من (العلية) لتعشي الــحــال. ولـعـت الــقــازة ودخـلـت السفل. غـرفـت فـي قفتها من العلف، ونثرته أمــام الثور والحمارة والغنم. وهي صاعدة ضرب غضروف لوز في قفاتها. التفتت فخفق القلب، تسمرت مكانها. قـال: أرسلت لك زنبيل رمـان مع أختي. سألته: كيف لك افتكرتني تا املـرة. أجاب: الشيبة أفلح الحج، وأنا رجال البيت، والله لو أعرف إنك تشتني املرقة السدح أطيب الخرفان. علقت: خل خرفانك لك الله ربنا وربك. حــــول مــلــة عـــامـــر­ة بــجــمــر الـــقـــر­ض. فــاتــحــ­هــا أبـــوهـــ­ا في مــوضــوع مــا يـحـتـمـل تــأجــيــ­ل «إنــتــي يــا مـلـيـحـة كبرت، وصرت عروسًا، والبنت ما لها إال الزواج، واليوم طلباتك بـالـعـشـر­ات، وإنـتـي مـا نتب رخيصة عـنـدي، وتــرى جاء فيك خطابة من بيت طيب، وتعرفني مكانتك عندي وأنا أبـــوك، وأنــا مـا بــزوجــك فـي القرية ألن الرحيم األجنبي حشيم، وش قلتي يا شلخة الكادي؟». قضت ليلة طويلة تتقلب على الفراش، هل تطيع قلبها، أم تستجيب لحكم القدر وشور أبيها. ثم إن جارها العاشق لطيف ووسيم وطيب قلب لكنه على باب الله، والعريس املقترح ابن عريفة، له وجاهة، والخصف ملي بالحنطة والزبيب واللباب، حسمت أمرها قبل مطلع الفجر. جاء الجمال بالجمل لحمل العروس، كانت النسوة من خلفه يضربن بالدفوف، كان الجمل منتشيًا، وصاحبه مكحل عينيه، يتفزر قدام الصبايا. قالّ معي لكن قصيدة (مليحة يا كهربه من وارد الرومي. مدلعة عند أبوها ما يقول قومي. ما تأكل إال حلويات حلقومي). لـم يكن العريس على مـا فـي الـخـاطـر. سمع أبــو مليحة بالعنا والشقا اللي لحق بنته، ردد «يا من بلي وصبر». زارهــــا األب واألعـــمـ­ــام، وســمــعــ­وا مـنـهـا مــا كــــدر عليهم، فــاتــحــ­وا الــعــريـ­ـفــة: قـــال «الــكــرام­ــة فــألــكــ­م، ولــــدي منفقع، وبنتكم في ذمتي ما فيها هرجة، وما طاح من الشوارب في اللحى». لم تمض أربعة أشهر حتى كانت مليحة عروسًا مجددًا في بيت الجيران. التقت بنصفها الروحي. دعا أبوها زوجها السابق وأهله لحضور العرس. استجابوا للدعوة، كانوا يتفرجون من فوق الجناح، والهريري يصدح (البريهه لو تعاديها تعدوت لك وهي برهيه، واألســد والنمر لو روضتها مدت رقابها). علمي وسامتكم.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia