ليس دفاعا عن نزاهة.. ولكن!
تراجع ترتيب اململكة في مؤشر «الشفافية» خالل السنوات األخيرة، بعد أن كان املؤمل أن يتحسن ترتيبها في املؤشر بعد إنشاء الهيئة الوطنية ملكافحة الفساد «نزاهة» وأصبحت «نزاهة» نفسها في مرمى سهام النقد الحاد الذي يأتيها من كل حدب وصوب حتى أصبح املسؤولون فيها يسمعون ليل نـهـار مـا يـسـوؤهـم مـن كلمات نـاقـدة وربـمـا جـارحـة بـل وصــل األمر إلــى قبة مجلس الــشــورى، لتجد «نــزاهــة» نفسها فـي موقع الـدفـاع والتبرير فأين يكمن الخلل؟ وملـاذا لم تحقق هذه الهيئة الوطنية ما كان معقودًا عليها من آمال وطموحات للحد من ضخامة حجم الفساد سعيًا للقضاء عليه أو جعله في أدنى حدوده املتعارف عليها دوليًا؟ إن أي إنـسـان عاقل منصف محايد البــد أن يقف متسائال عـن الـظـروف واألسباب القوية التي جعلت «نزاهة» عاجزة عن تحقيق أي منجز ملموس منذ إنشائها قبل نحو ست سنوات حتى اآلن؟، فهل هناك أسباب أقوى من «نزاهة» حالت بينها وبني أداء ما كلفت به من واجـب وطني ملكافحة الفساد بجميع أنواعه اإلداريــة واملالية والفنية؟، وهل ينطبق عليها البيت العربي الشهير:
فـــــي فــــمــــي مـــــــاء وهـــــــل ** يـــنـــطـــق مـــــن فـــــي فــــيــــه مـــــــــاء؟ّ!
إنــنــي أقــــرأ بــني الـفـيـنـة واألخـــــرى تــصــريــحــات ملــســؤولــني فــي «نـــزاهـــة» وخالصات لتقاريرها السنوية فأجد فيها أنها تشكو من قلة حيلتها وهوانها على الجهات الحكومية التي ال ترد على استفساراتها في الوقت املناسب وال تزودها باملعلومات املطلوبة وتتجاهل ما وصلها من أسئلة وتبتسر بعد تأخير إجاباتها فال تطابق ما وصلها من أسئلة وما طلب منها من معلومات موثقة، وقد بدأت «نزاهة» ترفع عقيرتها بالشكوى مما تعاني منه مـن إهـمـال وعــدم تـجـاوب مـن قبل العديد من الجهات الحكومية وكأنها ال تريد لنزاهة أن تنجح في محاربة الفساد! فلماذا لم تجد من ينصفها ويلزم تلك الجهات بالرد على استفساراتها وملــاذا تطالب بعد ذلك بإنجازات في مجال مكافحة الفساد ورفع درجة الشفافية إذا كان ما قدمته من ملفات مكتملة من الفساد لم تجد من يبت فيها لعدة سنوات أو أنها ال تشرك في بعض األحيان في التحقيقات النهائية كما حصل بالنسبة ملا حصل مللف تقديرات العقارات في مكة املكرمة التي صاحبها لغط كبير ثم لم يعد أحد يسمع عنه كأنه لم يكن! وكيف تالم نزاهة بعد ذلك وقد ألقيت في اليم مكتوفة ليقال لها بعد ذلك ما قيل ملن قبلها:
ألـــــــــــــــــــقـــــــــــــــــــاه فـــــــــــــــــــي الـــــــــــــــيــــــــــــــــم مـــــــــــكـــــــــــتـــــــــــوفـــــــــــًا وقــــــــــــــــــــــــــــــــال لـــــــه إيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاك.. إيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاك أن تــــــــــــــبــــــــــــــتــــــــــــــل بــــــــــــــــاملــــــــــــــــاء وأخيرًا فقبل أن تلوموا «نزاهة»: أعينوها بقوة أو دعوها تغط في نومها مادام أن وجودها أصبح مثل عدمها ألسباب قد تكون خارجة عن إرادتها لألسف الشديد!!