Okaz

األندية األدبية ستنقرض والشعر أوسع الكتابة األلفبائية!

-

بالشعرية، فالشعرية تتشكل من تضافر عدة عناصر، ربما واحــدة من أهم وظائف الشعر هي إعــادة الحياة في كل ما نشعر أنـه قد بـات بائدا ومندثرا، ذلـك من جهة، ومن جهة أخرى ليس كل البائد واملندثر جميال، وليس كل الواقع والراهن واملستقبل غير محرض على الكتابة ألنه سيئ أو قبيح، األمر يتوقف على كيفية قراءة اللحظة والحالة وإعادة تدويرها والوعي بها. لحظتك الراهنة ستصبح عما قريب مستقبال أو بعيد مجرد ذكرى، لكن هل نعي لحظتئذ عيشنا لهذه اللحظة؟!

األشياء والعالم؟! •• ق ɝɝ د ي ɝɝ ب ɝɝ دو ذل ɝɝɝ ك وح ɝɝɝɝ دة، ل ɝ ك ɝ ن ɝ ي أراه م ɝɝ ن م ɝ ن ɝ ظ ɝ ور م ɝ ق ɝ اب ɝ ل م ɝɝ زي ɝɝ دًا م ɝɝ ن امل ɝ ج ɝ ال ɝ س ɝ ة للذات واإلصغاء لها، نحتاج الكثير من الوقت لنخلو بذواتنا، نحتاج أن نصغي ألنفسانا ودقات قلوبنا، نحتاج أن نصغي للصمت الذي إن دققنا فيه بلحظات كهذه سيبدو فرط طنن مـالزم لنا لم نجد الوقت الكافي لسماعه عن قرب ونحن مصغون لذاتنا وحدها، دون أن تختلط بها أنفاس ودقات قلوب املقربن منا بـــمـــا فــــي ذلك أنفاس حبيباتنا.

نصوصك.. ملاذا؟ •• ره ɝ اف ɝ ة ال ɝ ح ɝ دس وان ɝ ص ɝ ق ɝ ال ɝ ه عبر العديد من النصوص والتجارب هو ما قد يبدو ســـوداويـ­ــة وتــشــاؤم­ــا. الـشـعـر فــي أصفى حــاالتــه مــشــرط يـكـشـط عــن أبــلــغ درجات األلـــم، أو مــرآة تواجهنا بما نـحـاول دائما أن نغمض عيوننا ونصم آذاننا عامدين عن سماعه أو إبصاره، لذلك فكلما انصقل حدس الشعر نجده يقترب من تخوم الحقائق املفجعة التي نحاول مــتــطــا­مــنــن املـــــرا­وغـــــة عنها، وحـيـنـئـذ نـمـيـل إلـــى تخفيف األمر علينا بإلباس التجارب الــــشـــ­ـعــــريــ­ــة األوصـــــ­ـــــــاف التي تخفف من هول الفجيعة، والحقائق التي جعلنا حدس الشعر الصافي نرتطم بها.

•• أح ɝɝ اول ما بني فينة وأخ ɝɝ رى االشتغال على امل ɝ أل ɝ وف وال ɝɝ ع ɝɝ ادي، ألبديه بغير ذلك، لكن هل تكون النتيجة حاالت شعرية غير مسبوقة؟!، هذا قول ال أستطيع الحكم به، وإن كنت أتمنى أن تصل الحاالت التي أشتعل عليها إلى هذا املستوى من انطباعات التلقي والقراءة.

•• أضافت لي الكثير من الثراء على صعيد الدربة الشخصية على الكتابة الشعرية بغير األدوات الكتابية املألوفة واملـعـروف­ـة التي كانت مقتصرة على الـورقـة والقلم أو األصابع ولوحة املفاتيح (الكيبورد)، تعلمت من هذه التجربة كيف تقبض على اللحظة الشعرية بـأدوات أخرى، لم أكن قد جربتها في كتابة الشعر، الكتابة بعدسة الـكـامـيـ­را، وبـمـايـك مسجل الــصــوت، وكـيـف تجعل كــل األشــيــا­ء مــن حـولـك بالطبيعة وبالفنون شركاء لك في رسم نصك وتحويله من فضاء محدود بالورقة إلى كتلة فنية ولوحة يمتزج فيها السمعي بالبصري، واإلظالم باإلضاءات، واألصوات من األطفال والــجــدا­ت واألمــهــ­ات ومــن الطيور والحيوانات وحتى أصــوات قـطـرات املــاء وحفيف أوراق الشجر وأصــوات الـرعـاة وغيرها، مع الـصـورة واللوحة التشكيلية، واألغنية وشخبطات العشاق على الــجــدرا­ن.. كل ما تــراه من حولك مما لم يكن القبض عليه بالقلم فحسب ممكنا باملاهية نفسها، تعلمت من هذه التجربة االنفتاح عليه، وأن الشعر أوسع وأرحب من حصاره في الكتابة األلفبائية، وأنها ستكون مستقبل اإلبداع عى املدى البعيد.

أبرز التجارب املؤسسية التي عملتم عليها في الجامعة. •• هنا تجربة تستحق أن تفرد بحديث وحوار مستقل بها، وأجد هضما كبيرا للكثير من جوانبها الخالقة وتفاصيل نشأتها وتطورها، ولعل أبرز ما يمكن ذكــره باختصار هو أن التعامل مع الطلبة املوهوبن في شتى املجاالت مسرحا وشعرا وفنونا صوتية وبصرية؛ بوصفهم مبدعن وموهوبن وزمالء وشركاء يحفز الطاقات الكامنة دواخلهم، ويشجعهم إلى حدود تفوق التوقع، وهو ما جعل تجربة األندية الطالبية بجامعة جازان تجربة رائدة ليس على مستوى جامعات الوطن بل على مستوى الجامعات الخليجية، ومخرجات أندية الطلبة بجامعة جازان جعلت منها بيت خبرة إلدارة الفعاليات ليس فحسب داخل الجامعة وإنما خارج الجامعة، وتجارب أندية املسرح والقراءة والفنون السمعية والبصرية حققت جوائز نافست بها جهات تكاد تكون مختصة في هذه الفنون. وحققت األندية الطالبية على صعيد املسؤولية والشراكة املجتمعية نجاحات في إدارة الفعاليات السياحية واملـهـرجـ­انـيـة جعلت منها محط أنــظــار الــــزوار واملرتادين ومطلبا لتحقيق املتعة والــفــائ­ــدة للطرفن الـشـبـاب املــبــدع واملجتمع وعنصرا شريكا في نجاح أهم فعاليات املنطقة.

السعودية بشكل عام؟ •• هذا السؤال من الصعوبة اإلجابة عنه، فهو يستلزم إملاما بأغلب تفاصيل املشهد الثقافي، لكن دعني أحدثك عن مخاوفي كأستاذ جامعي ومعني بالثقافة واإلبــداع، إذ أالحـظ وأرى أن تحوالت كبيرة تحدث على صعيد غياب الكثير من مالمح هذا املشهد لدى األجيال الجديدة واإلملام به وبرموزه ألسباب يتعلق بعضها بضعف التأسيس في مراحل التعليم العام وخصوصا املرحلة الثانوية، وبعضها يتعلق بما يشهده عاملنا من تحوالت على صعيد وسائط املعرفة وبرامج التواصل، إذ تكثر املغريات من املواد ومـنـصـات الــبــث، وبـــدال مــن أن يـحـدث الـتـوظـيـ­ف اإليــجــا­بــي فــي زيادة مــدارك األجيال الجديدة واستفادتها من سهولة الوصول والحصول على املعلومة والكتاب التي لم تعد تكلف أكثر من ضغطة زر على جهاز كفي، أرى أنه يحدث العكس، إذ تـزداد هشاشة الثقافة العامة وأساسيات املعرفة وإهدار األوقات في أمور هشة لدى أجيالنا بعد الحقبة األلفية مع غياب تام لـلـجـهـات املــســؤو­لــة عــن تـوظـيـف الـتـقـنـي­ـات ومــنــصــ­ات الــتــواص­ــل الحديثة بأساليب جاذبة ومشوقة لألجيال الشابة. وهذا التصور ال يلغي تميز تجارب شبابية فردية تشتغل على تثقيف نفسها خارج السرب.

•• نعم، ما زالɝت وهي اآلن تقترب أكثر فأكثر من تحقق هذه املقولة، خصوصا مع اإلصرار على بقائها بمعزل عن الفنون السمعية والبصرية واملوسيقى، وعدم إدراك ووعي القائمن عليها بأن الغايات التي أسست من أجلها األندية األدبية في زمن العواد والسنوسي قبل نصف قرن تختلف عما يفترض أن يكون عليه أداؤهــا اآلن. فما زال األدبــاء يجلسون خلف املايك والطاولة التي جلس عليها األدباء قبل نصف قرن ويحاولون التواصل مع الجمهور (املشتكى من عزوفه ومقاطعته) بالطريقة نفسها إال ما ندر.

 ??  ?? محمد حبيبي
محمد حبيبي
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia