«الصحة» تتوعد «املتباطئني» بـ«املؤشر األحمر»!
علمت «عكاظ» من مصدر مسؤول في وزارة الــصــحــة رفـــض عـــدد مـــن مــديــريــات الشؤون الــصــحــيــة فـــي مــنــاطــق ومــحــافــظــات اململكة تطبيق قرار إبعاد مديري مراكز من مناصبهم عقب فشلهم في تجاوز اختبار الوزارة، مؤكدًا تباطؤ عــدد كبير مــن املــديــريــات فــي تطبيق القرار، رغم صدوره في شهر صفر املاضي. وأكد املسؤول (فضل عدم ذكر اسمه) لـ «عكاظ» تـــوعـــد وزارة الـــصـــحـــة مـــديـــريـــات الشؤون الــصــحــيــة الـــتـــي تــتــأخــر فـــي تــطــبــيــق القرار بــ«املـؤشـر األحـمـر لـــأداء»، معتبرًا أن املراكز الصحية كانت تعاني، بيد أنها ستعاني أكثر باملديرين األجانب. وعــزا املــســؤول تباطؤ تطبيق الــقــرار إلــى ما يــعــتــبــره تـسـبـبـًا فـــي خــلــل إداري فـــي املراكز «يعلمها مــن يعمل فــي املـــيـــدان»، معتبرًا أن القرار اتخذه مسؤولون بالوزارة «غير ملمني بهموم العمل امليداني». وأشـــــــار إلـــــى أن عــــــددا مــــن مــــديــــري الشؤون الصحية تحدثوا في اجتماع املدينة املنورة الذي عقد أخيرًا بحضور نائب وزير الصحة حمد الضويلع الــذي أصــدر تعميم االختبار ملديري املراكز الصحية السعوديني واستبعاد من لم يتجاوزه، وطالبوا الضويلع بالتراجع عــن الــقــرار، أو عـمـل دورات تأهيلية ملديري املــراكــز الصحية الـسـعـوديـني، ثـم اختبارهم، بيد أن نائب الوزير أصر على تطبيق القرار بشكل عاجل. ولـفـت املــســؤول إلــى أن املـديـريـن السعوديني ســـيـــســـتـــفـــاد مـــنـــهـــم كـــمـــشـــرفـــني إداريــــــــــــني أو مساعدين، وفـي حـال رفضوا -وهــو املتوقعســتــتــم االســـتـــفـــادة مــنــهــم فـــي أمـــاكـــن أخــــرى، مـــضـــيـــفـــًا «الـــــــقـــــــرار لــــأســــف أفــــقــــدنــــا املدير الـسـعـودي، والطبيب األجنبي، إذ إن تكليف الطبيب (املشرف الفني) بإدارة املركز الصحي سيخل بمهماته اإلكلينيكية، كما أن موظفي وموظفات املركز غير متقبلني إدارة الطبيب األجنبي». وكانت وزارة الصحة قد أوضحت أن الهدف مــن االخــتــبــار، هــو تــطــويــر املـــراكـــز الصحية واالرتــقــاء بخدماتها، الفتة إلـى أن االختبار تركز على مجاالت ثالثة: «الرعاية الصحية األولية ومفهومها، اإلدارة والقيادة، وجودة الخدمات الصحية». وأشــــارت إلـــى أن اإلبــعــاد سـيـكـون للمديرين الذين لم يجتازوا االختبار، أو لم يحضروا إطــــالقــــًا, الفـــتـــة إلـــــى أن الــــهــــدف هــــو تطوير الخدمات. مــن جـهـتـهـم، انــتــقــد عـــدد مــن مــديــري املراكز الصحية قرار وزارة الصحة باستبعادهم من إدارات املراكز الصحية وإحالل أطباء أجانب فـي مواقعهم، ورأى عــدد منهم فـي حديثهم إلـــــى «عــــكــــاظ» أن وزارة الــصــحــة كافأتهم عـلـى خـبـراتـهـم وتـمـيـزهـم بـاسـتـبـعـادهـم إثر االختبارات التي أجريت لهم وإحالل األجانب في مواقعهم دون مرورهم باالختبارات التي أجريت لهم. واعتبروا أن االختبارات تتطرق إلى منهجية خـــاصـــة «ال يــمــكــن بـــــأي حـــــال مــــن األحـــــــوال تـطـبـيـقـهـا فــي املـــراكـــز الـصـحـيـة بــاعــتــبــار أن الـــــــوزارة تــخــطــط دون أن تــعــرف الـــواقـــع في امليدان». ولخص عدد منهم األسباب التي تجعل املراكز الصحية تـعـانـي، وتـمـركـز جلها عـلـى «عدم وجــود هيكلة للمراكز الصحية، إذ تجد في بعض املراكز عدد املوظفني فيها يختلف بني مركز وآخر برغم أنها بنفس الحجم واملهمات، وعدم توافر أي إمكانات لدى املراكز الصحية فحتى الـوصـفـات الـورقـيـة يتم شــراؤهــا على حساب املـوظـفـني، ووجــود الكثير مـن املراكز الـصـحـيـة فــي مــبــان مــســتــأجــرة، إضــافــة إلى عدم وجود سيارات للمراكز الصحية لتنفيذ الــحــمــالت الــوقــائــيــة والــتــطــعــيــمــات بالشكل املطلوب». واعتبروا أن إسناد اإلدارة لأطباء األجانب ســيــؤدي إلــى مــزيــد مــن الـسـلـبـيـات كـ«إشغال األطــــبــــاء عــــن مــهــمــاتــهــم األصـــلـــيـــة، وتحمل الــــــــــوزارة املــــزيــــد مــــن األعـــــبـــــاء املـــالـــيـــة ألنها ستضطر إلى توظيف مساعد إداري للمدير، وصـعـوبـة الـتـواصـل مــع الـجـهـات الحكومية األخرى، وكذلك االطالع على بعض السريات الــتــي تـصـل إلــى املــراكــز الـصـحـيـة مــن جهات حكومية أخــرى، وزعزعة الثقة في املواطنني الــســعــوديــني أمـــــام اآلخـــريـــن بــأنــهــم فـــي غير محل الثقة وبالتالي من الصعوبة إسناد أي وظائف لهم مستقبال». فيما يبدي مدير مركز صحي آخر استغرابه مــن الـــقـــرار قــائــال «عـمـلـت مــديــرا لـلـعـديـد من املراكز الصحية وأستغرب قرار وزارة الصحة باستبعادنا وتكليف أجانب بدال منا وحتى دون إجـــــراء االخــتــبــار الــــذي أجــــري لــنــا، أما بــخــصــوص تــأكــيــد الـــــــوزارة فـــإن الــعــديــد من حـمـلـة املـتـوسـطـة والــثــانــويــة يــديــرون مراكز صـحـيـة، فـفـي الـحـقـيـقـة هـــؤالء حـصـلـوا على شهاداتهم منذ أعوام طويلة وبعضهم وصل إلى مراتب تراوح ما بني السابعة والـ11 وهم على مستوى عـال من الكفاءة املميزة بغض النظر عن اختبارات الوزارة التي ال تعد سوى اختبارات عاملية مترجمة». ولـــوح مــديــرو مــراكــز صحية لـــوزارة الصحة بــنــظــام وزارة الــعــمــل الــــــذي يــنــص عــلــى أن الوظائف اإلدارية يحظر على غير السعوديني العمل فيها.