.. ما أسهل قرار فصل الطالبات

لــجــامــعــة أم الـــقـــرى الــحــق فـــي أن تــفــصــل 27 طــالــبــة من طـالـبـاتـهـا رأت فــي تـصـرفـاتـهـن وسـلـوكـهـن مــا يستوجب الــفــصــل، لــهــا الــحــق فــي ذلــــك، كــمــا كـــان لـجـامـعـة الطائف مـن قبلها أن تفعل األمــر نفسه، مـا دامــت الجامعات هي الخصم والحكم في الوقت نفسه، فهي التي تحدد حجم الـجـرم كما أنها هـي التي تحدد مـقـدار العقوبة، ولها أن تــرى أن هــذا هــو الــصــواب مــا دام هـمـهـا ضـمـان استقامة أخالق طالباتها املنتميات إليها دون أن يعنيها أمر هؤالء الطالبات بعد أن تنفض يدها منهن باتخاذ قرار الفصل، ودون استشعار للدور التربوي واإلصالحي الذي ينبغي أن تنهض به الجامعات تجاه املجتمع وما قد يحدث فيه من انحرافات سلوكية ينبغي على الجامعات إخضاعها للدرس ومعرفة سبل عالجها. قرار الفصل يعني بصريح العبارة أن الجامعة تؤكد أن ما يهمها هو أمرها فحسب وليذهب املجتمع بعدها إلى الطوفان. لجامعة أم القرى أن تقدر حجم الطالبات املفصوالت كما تشاء وتـصـدر ضدهن قــرار التأديب كما تـريـد، ولعميدة الدراسات الجامعية للطالبات بالجامعة أن تدعو جميع الطالبات إلى االلتزام بتعاليم الدين اإلسالمي والتحلي بآدابه وسنة الرسول املصطفى، دون أن تتذكر أن الرحمة والـرأفـة والعفو واستشعار املسؤولية تجاه املجتمع هي مـن تعاليم الـديـن اإلسـالمـي كـذلـك، ودون أن تتذكر كذلك أن تــرك أولــئــك الـطـالـبـات املـفـصـوالت يـواجـهـن مصيرهن املجهول دون أن يحظني بمحاولة االستصالح والعالج هو أمر مخالف لقيم اإلسـالم التي تؤكد أن املجتمع كالجسد الواحد إذا اعتل منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. حــمــايــة الــطــالــبــات مـــن تــصــرفــات الــطــالــبــات وسلوكهن املنحرف واجــب دون شـك، وذلــك هو ما تبرر به الجامعة قرارها، غير أن املسؤولية االجتماعية واألخالقية والعلمية كذلك تقتضي حماية هؤالء الطالبات املفصوالت أنفسهن من سلوكهن املنحرف كذلك وإخضاعهن للدرس ومن ثم العالج خاصة حني يصبح هذا السلوك ظاهرة اجتماعية يشهد عليها هذا العدد من الطالبات اللواتي تم فصلهن، لـقـد اخــتــارت بـمـا فعلته الـجـامـعـة الــقــرار الـسـهـل وتخلت عن دورها الصعب الذي ال يمكن لها أن تنهض به إال إذا استشعرت مسؤوليتها تجاه املجتمع.