Okaz

جهيمان وهيئة الترفيه..!

-

قليل من السعوديني اليوم يتذكرون اسم التنظيم اإلرهابي الذي احتل بيت الله الحرام قبل نحو 40 سنة وذبــح املصلني الركع السجود أمــام الكعبة، بقيادة الهالك جهيمان بن سيف ونسيبه الذي ادعى أنه املهدي املنتظر، ووجد بكل بساطة العشرات من املخابيل الذين اتبعوا دعوته الشيطانية فأهلك دينهم ودنياهم. اســم ذلــك التنظيم لــم يـكـن (جـمـاعـة جـهـيـمـان) كـمـا يسميه من يتحدثون عنه في املجالس عادة من كبار السن الذين عاصروا الحدث، ولم يكن أيضا (جماعة املهدي املنتظر) كما قد يتوهم من يقرأ بعض التفاصيل عن جريمته النكراء، بل كـان يستمد اسمه من استغال مفهوم االحتساب ومحاربة املنكرات، وهو ملن اليعرفه (الجماعة السلفية املحتسبة)! أمس األول تذكرت هذا املسمى عندما علمت أن األجهزة األمنية ألقت القبض على أحد الدعاة اإلرهابيني الذين صدعوا رؤوس الناس بالضجيج في شبكات التواصل تحت غطاء االحتساب بمهاجمة هـيـئـة الـتـرفـيـ­ه وأنـشـطـتـ­هـا، ومـــن قـبـل ذلـــك مهاجمة الكثير من الفعاليات التي تشرف عليها أجهزة الدولة، ليتبني أخيرا أنه متورط حتى أذنيه في تمويل التنظيمات اإلرهابية فــي ســوريــة، بــل إنــه ولــشــدة بجاحته كــان يجمع الـتـبـرعـ­ات من البسطاء والعوام بطريقة غير نظامية بدعوى شـراء مصاحف لــلــســو­ريــني مـــع شــــرط وحــيــد فـــي غــايــة الـــطـــر­افـــة هـــو أن تكون التبرعات (كـــاش) وليست مصاحف عينية، والعجيب أن هذا اإلرهابي عندما شعر بقرب القبض عليه سارع إلى حسابه في تويتر وأطلق سلسلة من التغريدات ضد هيئة الترفيه مع تهديد رخيص ألصـحـاب الـقـرار فـي الـبـاد كمحاولة سـاذجـة وقديمة البـتـزاز الـدولـة وإيـهـام متابعيه من ذوي امليول الداعشية بأنه ضحية االحتساب عليها. هكذا يكرر هؤالء أنفسهم باستمرار منذ القرون األولى لإلسام، فالخوارج قبل 14 قرنا كانوا يـدعـون أنهم خرجوا على األمة بسيوفهم وأراقــــو­ا دمـــاء الـصـحـابـ­ة والـتـابـع­ـني بـهـدف محاربة املــنــكـ­ـر أي (االحـــتــ­ـســـاب) لـكـنـهـم بــوصــف نــبــي هـــذه األمــــة عليه الــصــاة والــســام لـيـسـوا ســوى مــن (كـــاب أهــل الــنــار)، ذلــك ألن املنكر واملعروف مصطلحان ال يحدد معناهما جاهل متطرف صـاحـب أجـنـدة حزبية ظامية تستهدف أمــن الـبـاد والعباد، ولهذا السبب قال النبي عن هـؤالء (لئن أدركتهم ألقتلنهم قتل عاد) كما جاء في الحديث الشريف. املشكلة الحقيقية التي يجب أن تعالج في هـذا الجانب برأيي الشخصي هي ما نسميه بلهجتنا الشعبية (سعة صدر) أجهزة الــدولــة األمـنـيـة عـلـى هـــؤالء املتسترين بـاالحـتـس­ـاب الناشطني في شبكات التواصل االجتماعي، وهـو أمـر مفهوم مبدئيا في إطار منحهم الفرصة للعودة إلى جادة الصواب قبل أن يضيع مستقبلهم وتتفكك أسرهم بسجنهم، لكن الـواقـع يؤكد أن هذا الفكر الخارجي فايروس في منتهى الخطورة، وإن استولى على عقل أحد ال يمكن أن يغادره إال بردعه بالعقوبة النظامية، كما أن منح املتطرف مزيدا من الوقت بدون عقاب قد يسهم في اتباع بعض املخابيل ألفـكـاره، وأجندته الــســودا­ء، تماما كما اتبعوا مجنونا ادعى أنه املهدي قبل 40 سنة وذبحوا ألجله املسلمني أمام الكعبة.. فهل نعي ذلك حقا؟!.

 ?? هاني الظاهري @Hani_Dh c@news-sa.com ??
هاني الظاهري @Hani_Dh c@news-sa.com

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia