جدل محتدم..
غياب القانون ال يلغي األخالقيات!
تظهر بني الفينة واألخرى تجاذبات ونقاشات حول أخالقية تمرير اإلعالن، فمحمد حطحوط األكاديمي املتخصص في التسويق أنشأ وسمًا (هاشتاق) في موقع التواصل الشهير «تويتر» يــطــالــب فــيــه بــوقــف مــا اعــتــبــره «جـــرائـــم مشاهير سناب شــات»، ويـرى أن املشكلة تكمن في استغالل املـشـاهـيـر لـثـقـة متابعيهم فــي تـمـريـر إعــالنــات غير مباشرة دون اإلشارة إلى أنها إعالن. ويــوضــح حـطـحـوط لـــ«عــكــاظ» أن ثـمـة فــرقــا بــني -Pro uct Placement املــوجــودة فــي األعــمــال التلفزيونية التي تستخدم منتجات لشركات كبيرة في سيناريوهات العمل دون اإلشارة إليها أو مدحها، مشيرًا إلى أن استغالل مشاهير «مــواقــع الــتــواصــل» ثـقـة مـتـابـعـيـهـم فــي تـمـريـر اإلعـــالنـــات دون االفصاح عن األمر «إشكالية». ويستشهد حطحوط بالواليات املتحدة األمريكية التي نظمت إعالنات املشاهير على مواقع التواصل االجتماعي «فـي أمريكا يوجد إفصاح ومن حق جهات أن تتطلع على مداخيل اإلعالن، واآلن ال يوضع إعالن إال بإضافة كلمة .»Ad واستعرض محمد حطحوط في حسابه بـ«تويتر» نموذجًا لتضييق الجهات املنظمة لإلعالن في الواليات
ًً املــتــحــدة األمــريــكــيــة، قــائــال: «املـمـثـلـة واملـغـنـيـة األمريكية قوميز بعد تضييق FTC عليها.. تضطر لوضع كلمة إعالن في االنستقرام!». في املقابل، يرى عضو مجلس الشورى الذي عمل أستاذا للتسويق في جامعة امللك فهد للبترول واملعادن بالظهران الدكتور عبيد العبدلي أن أخالقيات التسويق هي األشياء التي لم يحددها القانون ولم يمنعها، كالترويج للتدخني تمنعه األخالقيات. وقال العبدلي لـ«عكاظ» إنه يقف ضد الغش بالضرورة، «وعلى املشاهير أال يعلنوا عن منتج إال وهم مقتنعون به ،%100 وأغلب املنتجات املعلن عنها موجودة في السوق وغير ممنوعة، واملشهور فقط يريد أن يكسب املنتج مزيدًا من الشهرة». وأبدى العبدلي خالفه مع من يرى أن تمرير اإلعالنات جريمة، وأوضح أن وضع عبارة مادة إعالنية أمر جيد، ولكن عدم وضعه ليس جريمة، «هي تدخل ضمن األخالقيات وليست قانون»، مشيرًا إلى ضـرورة أن يكون في السوق اإلعالني أخالقيات. ويؤكد تأخر السوق اإلعالني في السعودية تنظيميًا، مطالبًا بسن قوانني تنظم السوق، «على أن تتبناه جهة معينة وتكون متحكمة في أنظمة اإلعـالن، لدي مبادرة ماركتير ملحتوى التسويق واإلعالن في السعودية وسأحاول أن توقع أغلب الشركات عليه لنلتزم بأخالقيات اإلعالن». من جهته، يعتقد الباحث سيف السويلم مؤلف كتاب «اإلعــالن في اإلنـتـرنـت.. االستثمار الجديد» أنـه في ظل غياب ضوابط وأخالقيات محددة وواضحة فإنه من الصعب تحديد ما إذا كان األسلوب ّّ املتبعلدى بعض الشخصيات ّّ املحليةيعد أخالقيا أم خالف ذلك، «لكن على األقل يمكن القول أن التناقض وعدم الثبات على املواقف واآلراء تجاه بعض الخدمات والجهات والسلع واملنتجات ألسباب مادية فقط، يعكس شيئا من عدم احترام الشخصية لذاتها قبل جمهورها». وترى رغد عبدالعزيز في حسابها في «تويتر» أحقية أن يحول املشاهير حساباتهم في «سناب شات» مصدر دخل، بيد أنها تنتقد الكذب والترويج لـ02 منتجا في يوم واحد، معتبرة ذلك «خداعا وجريمة». فيما ترى مغردة أخرى أن «لو كل شخص رفض أن يكون مادة لالستغالل وأوقف استعراضهم الكاذب على حساب حياته لحلت املشكلة، الحل في تثقيف الناس».