شكرًا هاني خوجة!
قـصـص الــنــجــاح فــي عــالــم األعـــمـــال قـلـيـلـة ولذلك االحــــتــــفــــاء املـــنـــاســـب بـــهـــا مـــطـــلـــوب لـــرفـــع الـــــروح املعنوية لدى أكبر قدر ممكن من شريحة الشباب التي بحاجة ماسة إلـى األمــل، وأن تـرى القدوة من حولها ومن داخل مجتمعها الذي تعيش وتحيا فيه. تذكرت ذلك وأنا أتابع بكل سـعـادة خبر اسـتـحـواذ عـمـاق االســتــشــارات الـعـاملـي شركة ماكينزي األمريكية على شركة الكسير السعودية التي أسسها ويديرها رجل األعمال املميز هاني خوجة. وما أن انتشر الخبر إال وتوالى أعداء النجاح في سرد األكاذيب ونشر الخزعبات عن هـذه الصفقة وعـن عاقة النسب بينه وبـن أحـد الــوزراء (وهذا كــذب وبـهـتـان ال أســـاس لــه مــن الصحة أبـــدا) بــدال مــن االحتفاء بقصة نجاح عملية تحول الطرح إلى مهرجان عنصري وكاذب وشامت. هاني خوجة رجل يحترمه ويقدره كل من تعامل معه، يــأســرك بــأدبــه وحــســن خـلـقـه قـبـل أن يــنــال احــتــرامــك وتقديرك بمنهجيته اإلداريــة وعمله االحترافي وروحــه اإليجابية. أثبت هاني خوجة جدارته في كل حقل ومجال عمل فيه في مشواره املهني والـــذي بــدأ فـي التبلور عندما عمل فـي شـركـة «بروكتر أند جامبل» األمريكية العماقة املتخصصة في إنتاج وتسويق كبرى العامات التجارية االستهاكية املعروفة، ثم انطلق إلى اإلعام املسؤول وأنتج أحد أهم البرامج الناجحة املوجهة لطبقة الـشـبـاب «يـلـا شــبــاب» والـــذي انطلقت مـنـه كـوكـبـة مــن النجوم الــامــعــة مــن أمــثــال أحــمــد الــشــقــيــري وعــيــســى بــوقــري وقسورة الخطيب ومنى أبـو سليمان، ثم تفرغ للعمل االستثاري بشكل كـامـل، وبــدأ فـي توسيع قـاعـدة أعماله لتشمل قـاعـدة عماء من وزارات الـدولـة املختلفة والشركات الكبرى وأبلى في ذلـك باء حسنا، وبـدأ يفرض اسم شركته كاسم مهم وله حضور محترم وسـط محافل فتاكة عرفت باحتكار الكبار، وبـات هناك وجود لـشـركـة وطـنـيـة تـقـدم املـعـرفـة املحلية مــن عـمـق محلي بمفهوم مـهـنـي مـحـتـرم ذي مـعـايـيـر ومــقـايـيـس عـامـلـيـة وعــالــيــة. وقدم هاني خوجة خاصة تجربته الشخصية واملهنية والتي كونته من خال كتاب ممتع وجميل باللغة اإلنجليزية، سرد فيه أهم الـتـجـارب واملــواقــف الـتـي واجهها فـي حياته والـتـحـديـات التي كانت في طريقه، ولكن باإلضافة لذلك يقدم في الكتاب وبشكل مثير وجـذاب أهم خاصة الــدروس املستفادة من تلك التجارب حتى يكون في ذلك األمر الخير واإلفادة للقراء وخصوصا لفئة الشباب املقدمة على الحياة العملية. لعل أهم ما يلفت في تجربة هاني خوجة هو حالة السام مع النفس التي حصل عليها مع تـوسـع تـجـاربـه فــي الـحـيـاة فـهـي أكسبته ثـبـاتـا واســتــقــرارا ولم يتلبس بزيف الغرور من حاالت إنصاف النجاح التي انتشرت في مجمع األعمال بشكل مؤسف ومخيف. تجربة هاني خوجة وتـأسـيـسـه لـشـركـة لـقـت الـنـجـاح نــتــاج الـعـمـل الــــدؤوب واملهنية املحترمة لتتوج باستحواذ مميز من كبرى الشركات العاملية فـي ذات املـجـال مـن املطلوب أن تــدرس ويستفيد منها األجيال القادمة ال أن يتم السخرية منها واإلتيان باألكاذيب لقتل فرحة اإلنــجــاز املـمـيـز. شـكـرا هـانـي خـوجـة لصناعة التميز والنجاح وإبـــــراز الـــقـــدوة املـطـلـوبـة فــي املـجـتـمـع. قـصـص الــنــجــاح نادرة وقليلة مطلوب االحتفاء بها وإعطاءها حقها بدال من التشكيك في اإلنجاز، ألن ذلك من سمات املجتمعات املريضة.