السكيت: 200 مليار «إلنعاش» االقتصاد الوطني.. وجلنة ملعاجلة «األمراض املزمنة»
تدشني «منو» يكشف ارتباط طرح أرامكو في السوق السعودية بدخول املؤشر لـ«السوق الناشئة»
أكــد املستشار فـي األمــانــة الـعـامـة ملجلس الــــوزراء فهد السكيت أن الدولة ستصرف 200 مليار إلعادة إنعاش ونمو االقتصاد الوطني خال أربع سنوات، مشيرا إلى أن إطاق السوق املوازية (نمو) جزء من ذلك اإلنعاش. وقــال السكيت خـال تدشني «نمو» أمـس في الرياض، وإدراج الشركات بها، الـذي يصادف مـرور 10 سنوات منذ تأسيس شركة السوق املالية السعودية «تداول»: «نـــعـــمـــل حـــالـــيـــا مــــع وزارتـــــــــي الــــتــــجــــارة واالستثمار واالقتصاد والتخطيط لوضع خارطة طريق قصيرة املـدى؛ إلعـادة النمو للقطاع الخاص، وسنصل بنسبة نــمــو لــلــقــطــاع إلــــى %65 فـــي ،2030 وســنــكــون ضمن االقتصادات الـ 15 األقوى على مستوى العالم، بمعدل نمو %10 سنويا». وأضاف: «سنعمل على تقوية عجلة االقتصاد الوطني من خال مساهمة القطاع الخاص فيه من خال لجنة تحسني بيئة األعــمــال التابعة لـــوزارة الـتـجـارة، وذلك ملعالجة األمــراض املزمنة في االقتصاد الوطني، التي تتمثل فـي الـبـيـروقـراطـيـة، والـتـعـقـيـدات، وعــدم وجود أنظمة». وأكد السكيت أن أعدادا كبيرة من الصناعيني والتجار يعانون بسبب الوضع االقتصادي، وأن الدولة على علم بذلك، الفتا إلى أنه مع ذلك فإن السعودية من أقوى دول العالم اقتصاديا من خال اإلمكانات البشرية والتقنية التي تملكها. وتــابــع:«انــخــفــاض أســعــار الــنــفــط وتـــذبـــذب االقتصاد الـعـاملـي والــرســوم الـتـي فـرضـت على العمالة الوافدة، وتــعــديــل أســعــار الــطــاقــة أحــدثــت هــــزة، وذلــــك طبيعي وجزئي ولطاملا نعمل على تصحيح املسار وتقويته». وأشار السكيت إلى أنه خال األسابيع القادمة ستنظم ورش عـمـل للقطاع الــخــاص إلتــاحــة الـفـرصـة للقطاع الـــخـــاص لــلــمــشــاركــة وضــــع اآللــــيــــات لــكــيــفــيــة تحفيز االقتصاد الوطني. ونــــوه إلـــى أن الـعــمــالــة الـــوافـــدة تــشــارك فــي االقتصاد الوطني، ومـن بـاب أولـى فتح مجاالت لاستثمار لهم فــي الـسـعـوديـة؛ لـذلـك تـوجـد خـطـة «املــحــتــوى املحلي» وهي خطة طويلة املدى الستثمارات الدولة بما يدعم الصناعة في السعودية وتنميتها. من جهته، كشف املدير التنفيذي للسوق املالية السعودية «تــداول» خالد الحصان أن إطـاق سوق بحجم «نمو» يتطلب درجــة عالية مـن الـكـفـاءة والـجـاهـزيـة اإلدارية والـفـنـيـة والـتـقـنـيـة؛ لــذا فـقـد اعـتـمـد عـلـى بنية تحتية متطورة وذات قدرة استيعابية هائلة. وأوضح نائب رئيس هيئة السوق املالية محمد القويز أن الـهـدف مـن «نـمـو» هـو اسـتـدامـة واسـتـقـرار عــدد من الشركات، وإتاحة التخارج لفئة دون الحاجة للوصول إلى مستويات السوق الرئيسية. وبني أنه إذا لم تشغل رؤوس األموال في الداخل ستجذب إلـــى الـــخـــارج. وأشـــــار إلـــى أن الـــســـوق املـــوازيـــة «نمو» ستسبق السوق الرئيسية لتكون متاحة للمستثمرين األجانب بمختلف فئاتهم باملستقبل. وأضـــاف الـقـويـز: «طــرح أرامــكــو فـي الـسـوق السعودية مرهون بدخول مؤشر السوق السعودية في مؤشرات األسواق العاملية الناشئة، التي تتطلب جوانب تنظيمية وهيكلية». ونــــوه إلـــى أن الـهـيـئـة تـعـمـل حـالـيـًا مــع «تــــــداول» على تجهيز كافة الجوانب القانونية والفنية على أن يكون إعــان الـجـدول الزمني للطرح خــال الـربـع الثاني من العام الحالي. وتــابــع: «عـــدد وأحــجــام الــشــركــات الــتــي بـــدأت التداول اليوم يساوي أو يفوق املعدالت املحققة في أيام تدشني األسواق املوازية األخرى حول العالم، إال أننا غير راضني عن مستوى السوق من حيث الحجم والسيولة». وأفاد بأن الشركات كانت تعتمد على التمويل البنكي إلنــجــاز أنشطتها، وذلـــك عـنـدمـا كـانـت الـبـنـوك تتمتع بسيولة مالية عالية وفــائــدة منخفضة، أمــا اآلن فقد عـــادت الـسـيـولـة إلــى حـدهـا املـعـقـول وبــاإلمــكــان النظر ألدوات مساعدة، وذلــك مع ارتـفـاع أسعار الفائدة مثل أدوات الدين، وهو «سـوق الصكوك، وفي الوقت نفسه نــراجــع أدوات الــطــرح واإلدراج لـــأوراق املـالـيـة، وذلك لطرح أدوات الدين للمساعدة في قيام أســواق خاصة بالصكوك، كما أن إجبار الشركات العائلية على اإلدراج في السوق املالية مازال مبكرا». مـــن نــاحــيــتــه، أشــــار رئــيــس الــهــيــئــة الــعــامــة للمنشآت الصغيرة واملتوسطة الدكتور غسان السليمان إلى أن املشكلة الـتـي تــواجــه املـنـشـآت تـعـود إلــى الـتـمـويـل، إذ إنه توجد العديد من الحلول ولكنها غير متوفرة في السوق املحلي، وأهمها التمويل الرأسمالي. وذكر أن قطاع املنشآت الصغيرة واملتوسطة هو املحرك الرئيسي لاقتصاد الوطني والتوظيف. وقــــال: «تــوجــد خـمـسـة عــوائــق تــواجــه املــنــشــآت، وهي: األنظمة واإلجــــراءات، والتمويل، الـوصـول إلـى السوق وتـــســـويـــق مــنــتــجــاتــهــم، وقـــدرتـــهـــم فــــي الــتــنــافــس مع الكفاءات، والتحديات التقنية».