«اإلنتليجنسيا».. فتش عن «بانون» في إيران.. وفي كل مكان
كبير اإلستراتيجيني.. مهندس الفكر الترمبي الشعبوي
«تــــرمــــب والــشــعــبــويــة الــيــمــيــنــيــة األمـــريـــكـــيـــة» هو مـثـار الـنـقـاش فــي أروقـــة «اإلنتليجنسيا العاملية، واألمــريــكــيــة» فــي مـرحـلـة مــا بـعـد 20 يــنــايــر، الذي تغيرت فيه جلدة الواليات املتحدة األمريكية، وغيرت بوصلة العالم سياسيا وأمنيا وإستراتيجيا. ترمب الشعبوي اليميني يقود أمريكا ألربع سنوات، ويدفن حكم النخبة السابق، ويعيد أصحاب األعناق الحمراء لحكم البيت األبيض. وإذا اعــتــبــرنــا أن لــكــل حــقــبــة أمــريــكــيــة منظريها، وإذا اعتبرنا أن جــون بـولـتـون هـو مهندس حقبة املـحـافـظـني الـجـمـهـوريـني الــجــدد، إبـــان حـكـم بوش االبـــــن، فـــإن سـتـيـف بـــانـــون، كـبـيـر اإلستراتيجيني للرئيس ترمب، يعتبر العقل املنظر للفكر اليميني الشعبوي في البيت األبيض الجديد، والذي أحدث تغييرا فـي العقيدة السياسية األمـريـكـيـة لتصبح الشعبوية هي صاحبة الحكم في أمريكا، التي كانت يــومــا مــا بــلــدا تــاقــي الـثـقـافـات والــتــســامــح. بانون أصبح املسيطر في «األوفــال هــاوس» على امللفات الساخنة في املنطقة والعالم، وهو الذي أعد خطاب الـتـنـصـيـب لـتـرمـب والــــذي كــافــأه، بتعيينه عضوا فـي مجلس األمــن القومي فـي قــرار استثنائي غير مسبوق. بانون اليميني حتى النخاع، يعرف بأنه قارئ نهم، وصـاحـب ذكــاء خــارق ويـحـرص على عــدم الظهور في اإلعــام، ويعتبر اإلسـام السياسي وإيــران هما العدوان ألمريكا. ولم يرق للديموقراطيني تعيينه فـــي مــنــصــب مـــرمـــوق فـــي الــبــيــت األبــــيــــض، وأثــــار الـتـعـيـني شــعــورا بــالــذهــول لــديــهــم، إذ استشهدوا باملقاالت النارية التي نشرت في موقع «بريتبارت» اليميني املـثـيـر لـلـجـدل بـاعـتـبـاره أحــد أبـــرز دعاة حركة «اليمني البديل»، التي تعتنق األفكار القومية وتــؤمــن بــتــفــوق الــعــرق األبــيــض وتـــــزدري الطبقة السياسية الحاكمة. ويـقـال إن بـانـون الــذي أصبح املـنـظـر األســاســي للفكر الـتـرمـبـي الــجــديــد، بـعـد أن لــعــب دورا إســتــراتــيــجــيــا فـــي بـــلـــورة أفـــكـــار ترمب وشعاراته الشعبوية خال الحملة االنتخابية، هو أول شـخـص يــدخــل الـبـيـت األبــيــض وآخـــر شخص يـــخـــرج مـــنـــه. بــــدايــــات بــــانــــون كـــانـــت مــــن مصرف األعمال غولدمان ساكس في الثمانينات، وتخرج مــن جــامــعــة فـرجـيـنـيـا لـلـتـكـنـولـوجـيـا عـــام ،1977 وتحصل من جامعة جورج تاون في واشنطن على املاجستير في دراسات األمن القومي، كما درس في كلية األعمال اإلدارية بهارفارد العريقة. وتـجـمـع املــصــادر أن بــانــون لــه تــوجــهــات وعقيدة يمينية مـتـكـامـلـة مــع حــركــات الــيــمــني األوروبية، ويمتلك بانون شبكة إعامية واسعة وموارد كبيرة جدا يوظفها لخدمة األيديولوجية التي يؤمن بها. فتش عـن ستيف بـانـون فـي إيـــران.. وفــي كـل مكان خاصة أروقة ودهاليز «األوفال هاوس» و«ماكلني» و«البنتاغون سيتي» و«ستيت ديبارتمنت» هكذا تتحدث «اإلنتلجينسيا» عــن بــانــون الـــذي أصبح الرقم الصعب في البيت األبيض.