كافحت لدخول املرأة في املعامل الطبية
فـيـمـا يتعلق بـجـهـود الــدكــتــورة سـمـيـرة فــي خدمة املجتمع، فقد تمثلت فـي قيامها بــإجــراء العشرات من األبـحـاث العلمية املحكمة حـول تأثير الصفات الــوراثــيــة والــعــوامــل الـبـيـئـيـة فــي املـمـلـكـة العربية الــســعــوديــة عــلــى مــفــعــول الــعــديــد مــن األدويــــــة عند تناولها من قبل مواطنيها ومواطناتها. والجدير بالذكر أن ولع الدكتورة إسام باألدوية ومختبراتها وتـجـاربـهـا دفـعـهـا فــي سـنـة 1982 إلــى اإلنــفــاق من مالها الخاص على تأسيس وحـدة لقياس األدوية قبل أن تمد الجهة الحكومية األولى املناط بها دعم األبحاث وتمويل املخترعن واملبتكرين بالسعودية ممثلة في مدينة امللك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، يد التعاون إليها. وتــكــريــمــا لــهــا عــلــى جــهــودهــا ومــشــوارهــا العلمي والــعــمــلــي، فــقــد تـــم مـنـحـهـا فـــي عـــام 2009 جائزة مكة املكرمة للتميز العلمي والتقني في حفل رعاه أمــيــر مـنـطـقـة مــكــة املــكــرمــة األمـــيـــر خــالــد الفيصل، كما أن إثنينية الشيخ عبداملقصود خـوجـة بجدة احـتـفـت بـهـا فــي إحــــدى أمـسـيـاتـهـا فــي شـهـر أبريل ،2007 بـحـضـور وزيــــر اإلعــــام الــســعــودي األسبق الدكتور محمد عبده يماني واألديب الراحل عبدالله عبدالرحمن الجفري. تــديــن الـــدكـــتـــورة إســـــام بــالــكــثــيــر لــوالــديــهــا لجهة إكــمــالــهــا لـتـحـصـيـلـهـا الــعــلــمــي املــتــمــيــز إلـــى نهاية الشوط في الزمن الصعب، أي الزمن الذي كانت فيها قريناتها بالكاد يـسمح لهن بتعلم القراءة والكتابة. فحينما تم سؤالها في حوار مع الزميلة (الرياض ــ )2016 /6 /19 عن دور أسرتها في ما وصلت إليه قالت ما مفاده إن تربية والديها وحرصهما على زرع طلب العلم في ذهنها مع مبادئ الطاعة واالنقياد للتعليمات بـصـدر رحــب هـو مـا أدى إلــى نجاحها في مشوارها الدراسي الطويل من املرحلة االبتدائية حتى مرحلة الدكتوراه. لكنها لم تنس اإلشـارة إلى أفــضــال آخــريــن -مــن بعد الـلـه ووالــديــهــا- مثل امللك الراحل فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه فقالت: «عندما كنا ندرس في اإلسكندرية ويصادف وجود املـلـك فيصل -رحــمــه الــلــه- فــي مصر كــان يستقبلنا ويـقـول لـنـا: «أنــا أبـوكـم ال تــروحــوا ألبـوكـم إبراهيم وال لعمكم صالح تعالوا لي أنا». وطاملا أتينا على ذكــر والديها فإنه ال بـد مـن اإلشـــارة إلــى أن والدها هو الشيخ إبراهيم مصطفى إسـام، أحد أبناء مكة املعروفن وأحـد أبـرز موظفي وزارة املالية في مكة املـكـرمـة فــي الـعـهـد الــســعــودي مــن الــذيــن عـمـلـوا مع وزيري املالية األسبقن الشيخن عبدالله السليمان الحمدان ومحمد سـرور الصبان. أمـا والدتها فهي السيدة سعدية مصطفى فتح الله التي عرفت بحب العلم وغــرس بــذوره في أوالدهــا وبناتها على حد سواء، وقد انتقلت إلى رحمة الله في يناير .2013 يقول الدكتور منصور سليمان عضو هيئة التدريس ورئيس قسم األدوية ووكيل كلية الصيدلية بجامعة املــلــك عـبـدالـعـزيـز ومــديــر مــركــز املــلــك فـهـد للبحوث الطبية في شهادته عن الدكتورة إسام التي عرفها وعمل معها لسنوات طويلة: «كانت نموذجًا للسيدة الفاضلة واملـجـتـهـدة، فـدائـمـا كـانـت تـؤمـن بالوطن وتــؤمــن بـبـنـات الــوطــن، لــذلــك تــركــزت جـهـودهـا في تطوير إمكانات املرأة السعودية. فهي املرأة السعودية األولى التي سعت إلنشاء أول كلية طب للبنات، كما سعت ألن تدخل البنات للمرة األولــى إلـى املعامل، وهذه في البدايات كانت ممنوعة ومرفوضة ولكن الدكتورة سميرة قاتلت وحاربت حتى وصلنا اليوم إلـــى أن أصــبــحــت الــفــتــاة تــدخــل الــكــلــيــات الصحية والطبية من نجران في أقصى الجنوب إلـى رفحاء فــي أقـصـى الــشــمــال». وأعـــرب الــدكــتــور سليمان عن أســفــه بــخــصــوص عـــدم حــصــول زمـيـلـتـه الدكتورة إسام على تكريم يليق بما قدمته وأنجزته لوطنها، مشيرا إلى احتمال أن يكون السبب هو شخصيتها الــصــريــحــة املـــجـــاهـــدة الـــتـــي ال تـــداهـــن وال تقبل بأنصاف الحلول. وهـذا الشق األخير قد يكون الــدكــتــور سليمان مصيبا فـيـه. ذلــك أنــه سجل عن الدكتورة إسام في أكثر من مناسبة مقتها الشديد للمجامات والواسطات واالستسام للقرارات االعــتــبــاطــيــة غير املدروسة.