السكن بني املستحيل واملمكن!
مشكلة املــواطــن ذي الـدخـل املــحــدود مـع السكن قـديـمـة، غض
ُْ الطرف عنها حتى أيـام الطفرة إلى أن تفاقمت، وحني ألتفت إلـيـهـا فــي الــعــام 2011 اتـضــح أن شقها أكـبــر مــن رقـعــة 250 مليارا كانت من بني أوامـر امللك عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه.. أكثر املتشائمني توقعوا - آنذاك - أال يحل علينا عام 2017 إال %70و على األقل من املستأجرين قد تملكوا.. خمسة أعوام كاملة مضت، اكتحلت فيها عينا املواطن بأزهار «الـتـخـيـيـر» فــي املـنـتـج: (قــــرض، قــرض وأرض، شــقــة، فيال...) ورقـص سمعه طربا على أنغام عزف ياء املتكلم التي طورت املسمى، وحولته من «إسكان» إلى «سكني».. وبـــات املــواطــن يعتقد أن مــا لــم يتحقق فــي األعــــوام الخمسة املــدعــمــة بــاملــلــيــارات لــن يـتـحـقـق فـيـمـا تــالهــا، خــصــوصــا أنه اسـتـوعـب رســائــل قـيـادتـه االقـتـصـاديـة الـتـي يـقـف معها قلبا
ََ وقالبا حتى لو سكن تحت ظل أثلة يابسة أغصانها، يستنشق من عروقها عبق تراب وطنه، ولن يضع أسفل ثوبه بني أسنانه حينما يـدعـوه الــواجــب ليسابق الـريـح هـربـا بسبب أن ليس له فيه «طوبة» كما يتوهم املغرضون، فللسعودي وارتباطه بوطنه وغيرته على أمنه ومحبته لقيادته حكايات تروى.. أقول: استوعب رسائل قيادته التي تنبئ بأن شجرة اقتصاد العالم من أقصاه إلى أقصاه تمر بهزة عنيفة تتهاوى معها طموحات الشعوب في الرفاهية -أو حتى في أساسات الحياةإلى ما دون عيشة الكفاف.. املواطن الواعي ال يمكن له اليوم أن ينسج آماله على «أهازيج» وزارة «إسـكـانـنـا» أو «سكننا» الـتـي كــان آخـرهـا ذلــك املؤتمر املــســبــوق بــهــالــة إعــالمــيــة كـــاد مـعـهـا أن يـــســـلـــم املستأجرون شققهم ألصـحـابـهـا ظـنـا منهم بــأن مـفـاتـيـح سكنهم «امللك» فــي حقيبة مـعـالـي الــوزيــر، أو إلــى مــا تــم اإلعــــالن عـنـه -على ورق- من نـزر الفلل واألراضـــي في مناطق أقــرب إلـى القروية وقد ال تعاني أصال من معضلة السكن، بل إنه في هذا الوقت بالتحديد -أعني املواطن- يعفي الوزارة من الركض في ميدان «املستحيل»، ويـدعـوهـا أن تتحول إلــى «املـمـكـن» املتمثل في الضغط على أصحاب العقارات االستثمارية؛ لكي يتحملوا مسؤوليتهم ويـخـفـفـوا عـلـى «املـسـتـأجـريـن» فــي هــذا الظرف العصيب، بسن أنظمة أهمها تـوزيـع الـعـقـارات السكنية إلى فئات مـحـددة األسـعـار تحد مـن «شـجـع» املـؤجـر الــذي ال يزال موقع إعراب دخله في جملة العاصفة االقتصادية السوداوية التامة «مستثنى». نعم يا وزارتنا، نبدأ باملمكن، و«نفكر» في ما بعد باملستحيل، ودون هـذا التحول املنطقي سيظل املـواطـن ينتظر، وينتظر، وفـــي الــنــهــايــة سـيـكـتـشـف أنـــه لــم يــطــل بــلــح الـــشـــام وال عنب
اليمن..