غياب اإلنصاف

على األسفلت ألفنا تقاذف الــوزارات والهيئات ألي خطأ حــادث.. ذلك التقاذف من أجـل تضييع اللوم على من تقع املسؤولية عليه في أي خطأ يتسبب حدوثه في إيــذاء اآلخـريـن. وكـان من املفترض أن تبادر الجهات الرقابية في استحداث إدارة ترصد هذا التقاذف وتحقق في أي قضية محل منازع من املسؤول في إحداثها سـواء كانت وزارة أو جماعة أو أفرادا.. أقول هذا بعد أن برأ مدير إدارة النقل باإلدارة العامة للطرق في منطقة القصيم ساحة وزارة النقل من مسؤولية حوادث املعلمات، مؤكدا أن اشتراطات الــوزارة للحصول على بطاقة تشغيل املركبة في نقل املعلمات تكفل السالمة على الطرق. وبـن أن الغرامة على من يعمل في نقل املعلمات دون الحصول على بطاقة تشغيل تبلغ 5 آالف ريال، مشيرا إلى أن هناك تهاونا في املتابعة من التعليم واملرور فـي تطبيق الـنـظـام، مستبعدا أن يـكـون الخلل فـي وزارة الـنـقـل. هذه الجزئية من الخبر تخرج وزارة النقل من الالئمة من حوادث املعلمات املأساوية التي فطرت قلوب كثير من األسـر بفقد فلذات أكباد وتوأم أرواح وتلقي باللوم على جهتن معنيتن بتلك الحوادث وهما وزارة التعليم وإدارة املرور.. فأين دور الجهتن من تطبيق النظام وضرورة التأكد من حصول الناقل على البطاقة التي تؤهله للنقل؟ فـإذا ثبت تهاون تلك الجهتن في منح رخصة مزاولة الناقل ملهمة النقل من غير إجازة فهذا يستدعي املراجعة وتحميل اللوم على وزارة التعليم وإدارة املرور. وأعرف أن اللوم لن يعيد مفقودا أو يرأف بقلوب تقطعت كمدا على عزيز مات وخضبت دمـاؤه الطرقات البعيدة ومع ذلك ليس من حسن التدبر استمرار خطأ مهما كان هينا يعيد ويالت فقد املعلمات الجزافي.. وإن كانت ثمة جهة منشغلة بمتابعة حوادث املعلمات في الطرقات فهذه مالحظة نشأت من تقاذف املسؤولية، واألمنية أن تقوم كـل جهة بما عليها مـن واجــبــات قبل أن تتحول كـل مشكلة إلــى كرة نجدها مرة في ملعب هذا املسؤول ومرة في ملعب مسؤول آخر. طبعا لن أغامر بالقول لجميع من فقد غالية لديه: ارفع يدك إن تسببت إحدى الجهتن بموت عزيزة لديك.. ارفع يدك الئما هاتن الجهتن اللتن لم تقوما بدورهما... فاملغامرة هنا غير محسوبة اإلنصاف..

للتواصل أرسل sms إلى 88548 االتصاالت 636250, موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة