حني يرى املواطن ما ال يراه املسؤول
نية املواطن الذي صور ذلك املنزل الذي تخترق أســاك الضغط الـعـالـي جــدرانــه أصبحت محل فـحـص وبــحــث ودراســــة وتنقيب وشــغــل شاغل عبرت عنه تساؤالت محافظ محايل حيث يقع ذلـك املنزل وتقع شركة الكهرباء حني أشــار في تقرير نشرته صحيفة املدينة أمــس إلــى مـا إذا كانت هناك عاقة ملن صور ذلك املقطع بصاحب املبنى أو أنــه إنـمـا أراد الـصـالـح الـعـام مـع عدم استبعاد أن يكون هدفه هـو إثــارة الــرأي العام بهذا الشكل. ولم يتردد املحافظ في دعوة من قام بتصوير ذلك املقطع للكشف عن نفسه واإلفـصـاح عن دافعه، مؤكدا أنـه إذا كـان الدافع املصلحة العامة فإنه أول من يقف معه وإن كان غير ذلك فإن عليه أن يتحمل نتائج عمله حسب األنظمة والتعليمات، ولـم يقل لنا املحافظ عـن الكيفية التي يتحقق بها من صدق ما سوف يقوله من قام بتصوير املقطع فيما لو ادعى أن هدفه تحقيق املصلحة العامة وعما إذا كان الذين سوف يسألونه سوف يخضعونه ألجـهـزة فحص الـكـذب أو يطلبون منه شهودا على صدق قوله وسامة نيته. املــحــافــظ الــــذي شــكــك فـــي نـــوايـــا مـــن صـــور ذلك
املقطع وافترض االحتماالت التي تقف وراءها غــــاب عــنــه أن ذلــــك املـــصـــور قـــد رأى مـــا لـــم تره البلدية ومراقبوها حني كانت شركة الكهرباء تــمــدد أســــاك الــضــغــط الــعــالــي عــبــر أرض ذلك املواطن، ولم تر البلدية وال مراقبوها ذلك البيت الذي بناه املواطن وهو يبني تحت تلك األساك، كما لم تر تلك األســاك وهـي تمنحه التصريح بالبناء. وقـــــد كـــانـــت الـــكـــهـــربـــاء الـــتـــي ســمــحــت لنفسها بتمرير أساك الضغط العالي عبر أرض املواطن وطــالــبــتــه بــدفــع تــكــلــفــة نــقــلــهــا أولـــــى باهتمام املحافظ ومساءلته لها عما فعلته وعما طالبت به من مساءلته عن نوايا املصور واستنكاره ملا قام به صاحب األرض. وقـــــد فـــــات عـــلـــى املـــحـــافـــظ مــــا ذكــــــره املستشار الــقــانــونــي عــلــي الـقـحـطـانـي فــي الــتــقــريــر نفسه من أن نشر مقطع الفيديو الــذي يوثق التعدي يعتبر من األمور العامة التى ال يوجد حظر على نـشـرهـا، وهــي مـاحـظـات قــام املــصــور بنشرها وال تقع عليه مسؤولية تجاه النشر، كما أنه لم يتعد على حق خاص ألحد حتى يجرم فعله، بل سعى إلى القيام بواجبه كمواطن وأن يكون عني الرقيب األولى وال ينطبق عليه وصف املخالفة العامة.