أيقونة الرياض
األمـــيـــرة نــــورة بــنــت مـحـمـد حـــرم ســمــو أمــيــر الـــريـــاض، مــن أكــثــر مــن قــابــلــت من الشخصيات املؤثرة سرقة للقلوب، فهي أينما وجدت، جذبت الناس إليها كإبرة مغناطيس، أقامت في عسير أربعة عشر عاما وفي القصيم ثالثة وعشرين عاما وحاليا في الرياض، في كل تلك األماكن التي عرفتها وأقامت فيها كانت آسرة لكل من عرفها واحتك بها عن قرب. هـذا الحب الــذي تزرعه األميرة نــورة في قلوب الناس من حولها، ما كـان له أن ينمو ويكبر ويبقى لوال أن الناس ملسوا فيها إحساسها بهم، وحرصها على أن تكون ذات نفع لهم عن طريق تقديم الخدمات التي ترى أنهم في حاجة حقيقية إليها، فمس ذلك قلوبهم. على أية حال، حديثي اليوم ليس عن تواضع هذه املرأة الفريدة في شخصيتها، وليس عن طيبتها البالغة، وإنما عن تفردها بهذا الحس الوطني الالفت للنظر، فهي فـي كـل منطقة أقـامـت فيها كــان هاجسها األول إحــداث تغيير تنموي في املنطقة، يهدف إلى تحسني نمط الحياة االجتماعية لألسر ومساعدة النساء على النمو والتطور. مـا أذكــر أنــي التقيت بـاألمـيـرة نــورة، إال وجدتها تحدثني عـن مـشـروع تنموي جـديـد يـخـدم املـــرأة واألســــرة، ســـواء مــن حيث رفــع الــوعــي عندها وتثقيفها في الجوانب الصحية والحقوقية، أو من حيث تمكينها ومساعدتها على االستقالل االقتصادي بتدريبها وإكسابها مهارات متنوعة. مـن املـشـاريـع الـجـديـدة التي تقودها حاليا تحت مظلة إمــارة منطقة الرياض، مشروع يهدف إلـى تنمية املجتمع في محافظات املنطقة، وتتبلور أهمية هذا املشروع في كونه يتلمس احتياجات املحافظات التنموية ليسدها، فعديد من املحافظات محرومة من البرامج التثقيفية والتوعوية واالقتصادية والترفيهية، حـيـث غـالـبـا تـتـركـز هــذه الـبـرامـج فــي املـــدن واملـحـافـظـات الـكـبـيـرة وتـخـلـو منها املحافظات الصغيرة، ويأتي هذا املشروع ليعوض املحافظات ما تفتقده من تلك البرامج. تقوم بهذا املشروع الجميل اللجنة النسائية للتنمية املجتمعية بمنطقة الرياض، وهي لجنة ترأسها سمو األميرة نـورة بنت محمد وتتكون من عضوية كوكبة من السيدات ذوات الخلفيات العلمية والخبرات العملية املتنوعة، وجميعهن يعملن متطوعات بدافع الحب للوطن والرغبة في إيصال التنمية إلى كل جزء من أجزائه. وقد استطعن أن ينقلن إحساسهن بهذا الحب إلى بعض مؤسسات املجتمع كالجامعات وجمعيات املجتمع املدني، واستطعن أن يعقدن شراكات تعاونية معها لتسهم في دعم عملهن في هذا املشروع، سواء في اقتراح البرامج واملشاريع املناسبة، أو في تنفيذها في املحافظات التي تحتاج إليها، إضافة إلى مراعاة إشراك شباب وشابات املحافظات نفسها في العمل. ما تقوم به هـذه اللجنة، يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق التنمية االجتماعية الشاملة، التي هي أحد أهداف رؤية اململكة ،2030 والتي ترتكز بقدر كبير على تنمية املـرأة واالستفادة من إمكاناتها وقدراتها في كل مكان، فتنمية املجتمع الفعلية ال تتحقق بنمو املدن الكبرى وحدها، وما لم تدرج املحافظات الصغيرة والـقـرى البعيدة ضمن خطط التنمية، فـإن التنمية ستظل عرجاء تسير برجل واحـدة. فشكرا لجميع األيـدي والعقول والقلوب التي تعمل بحب وإخـالص من أجل تنمية الوطن.
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 االتصاالت أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة