مؤمتر برملان «االحتاد األوروبي» يعتمد كلمة العيسى «وثيقة مهمة للعمل بها»
بــدت مـشـاركـة رابــطــة الـعـالـم اإلســامــي بكلمة افتتاحية ألمــيــنــهــا الـــعـــام فـــي أعـــمـــال مــؤتــمــر اإلســـــام فـــي أوروبــــا واإلساموفوبيا املنعقد داخل برملان االتحاد األوروبي، مرسخة لحقيقة تسامح ووسطية اإلسام، بعد أن تناولت العديد من املوضوعات املتعلقة بالتطرف واإلرهــاب، ما دعا املؤتمر في توصياته الختامية إلى اعتبار كلمة أمن الرابطة وثيقة مهمة للعمل بها. وأشــار عـدد من املتداخلن في تعليقاتهم إلـى أن الكلمة تــتــحــدث بـتـحـلـيـل مـنـطـقـي عـــن الـــواقـــع وتــضــع الحلول إلشكاالت معقدة سببت عددًا من األخطاء في التشخيص واملعالجة، وأن الكلمة شرحت أسبابا مهمة جدًا وحددت نقاطًا في غاية الدقة، تعتبر غائبة إلى حد كبير، وأنها بصفة أخرى تحمل خطابًا وسطيًا متسامحًا يمثل حقيقة اإلسام الذي تعايش مع الجميع عبر أكثر من 1400 عام حقق فيها سمعة حسنة قادته لانتشار الطبيعي، وأن هذا يشكل مسلمة ألنه ال يمكن أن نقبل بأن اإلسام انتشر بالقوة واقتنع الناس به ألن القناعات ال يمكن فرضها بأي حال. وشددت التعليقات خال املؤتمر على أن خطاب رابطة العالم اإلسامي حمل رسالة مهمة جدًا للجاليات اإلسـامـيـة فــي الـــدول غير اإلسـامـيـة لـانـدمـاج الوطني اإليجابي بعيدًا عن الصراعات وإثارة العواطف الدينية في بلدان تحكمها دساتير وقـوانـن هي للجميع وعلى الـجـمـيـع الــتــزامــهــا، وأن الـتـحـفـظـات هــي عـلـى الشعارات الدينية كـافـة ولـيـس على اإلســـام فقط وأنــهــا دول غير ديــنــيــة ألي ديـــــن، ولـــهـــا وألي دولـــــة حــيــثــيــاتــهــا فـــي أي تحفظ بحسب دستورها وقوانينها ومعطياتها األمنية واالجتماعية والديموغرافية. وعلق أمــن عــام رابـطـة العالم اإلسـامـي الشيخ الدكتور محمد العيسى في إجاباته على األسئلة اإلعامية فيما يـتـعـلـق بــمــوقــف رابـــطـــة الــعــالــم اإلســـامـــي مـــن القضايا السياسية الـتـي تتعلق بــاإلســام واملـسـلـمـن، قــائــا «إن رابطة العالم اإلسامي ترى أنه يحق ألي دولـة التحفظ بـأي أسلوب مشروع لحماية أمنها وتحقيق مصالحها املشروعة، وأن أي تفسير حـول ذلـك يخالف ما توضحه الدولة من أسباب ال يخدم القضية املثارة أبدًا، ومن ذلك التفسيرات بأن هذه التحفظات ربما كانت ألبعاد حول اإلسـام»، مضيفًا أن مثل هذه اإلجــراءات «لم تشمل كافة املسلمن مـا يؤكد االستعجال فـي التحليات الخاطئة، وباملنطق اإلسامي ليس ألحد أن يملي على أي حكومة ذات سيادة أسلوبًا معينًا فيما تراه هي من صيغة تخدم مصلحتها وفق دستورها وقوانينها؛ ومع هذا فقرارات الحكومات ذات السيادة هي في الوقت ذاتــه أمــام أدوات الحسم الدستوري لاعتراض عليها وهي التي تقرر في ذلــك ولـيـس غيرها وقــــرارات الحسم أو التحفظ الوقتي الصادرة في شأنها يجب من جانب آخر أيضًا أن تحمل على حيثياتها وليس على تحليات أخرى». وكان األمن العام لرابطة العالم اإلسامي الدكتور محمد العيسى قـد أوضــح -خــال كلمته االفتتاحية أخــيــرًا- أن التسليم اإليـجـابـي بـالـفـروق الطبيعية بــن الحضارات يفضي إلى اإليمان بسنة الخالق في االختاف والتنوع والـــتـــعـــدديـــة، وأن الـــصـــراع الـــحـــضـــاري حــــرم اإلنسانية التعاون والتعايش. واســتــطــرد قـــائـــا: أمـــرنـــا الــخــالــق أن نــتــعــارف لنتقارب ونــتــقــارب لـنـتـعـاون ونــتــعــاون لـنـكـسـر حــواجــز البرمجة السلبية الـتـي صـاغـت بعض الـعـقـول الـتـي تستطلع من زاويـــة واحـــدة بعيدًا عــن منطق اإلنــصــاف والــوعــي، وأن خطأ التشخيص وخطأ املعالجة يقود لفصل تاريخي جـديـد مـن الــصــدام الـحـضـاري. وأضـــاف: عندما نتحدث عــن «الـــصـــدام الـــحـــضـــاري»، نـسـتـذكـر مــآســي املواجهات التي ال تنتهي إال بخسائر فـادحـة على الجميع لتعود ملربعها األول في حلقات دور ال يوقفها إال منطق الحكمة واإلنــصــاف والــوعــي، مبينًا أنــه قابل منشأ التطرف ردة فعله املتطرفة فكاهما يحمان الكراهية واملواجهة. وأكــد العيسى أنــه مـن الخطأ الـفـادح أن يكون االختاف الـديـنـي والـثـقـافـي والــفــكــري وأخــطــاء التشخيص سببًا لألحقاد والكراهية التي تـعـد املـغـذي الرئيس للتطرف واإلرهـــــــــاب، وأن «اإلســـامـــوفـــوبـــيـــا» أنــــمــــوذج للتطرف الــعــنــيــف يــعــطــي األبــــريــــاء الـــذيـــن يــحــمــلــون االســـــم الذي سـمـى بــه املــجــرم نـفـسـه نـفـس الـحـكـم الــصــادر عـلـيـه، وأن اإلرهـــــاب لــم يـكـسـب مــن االتـــبـــاع إال عــصــابــة مـخـتـلـة في وعيها وفهمها من املحسوبن اسمًا على اإلســام، وفئة أخرى قابلتها بالتطرف املضاد، وأن اإلرهاب كسب حالة «اإلســامــوفــوبــيــا» بــعــد تـرحـيـبـه بــهــا بـوصـفـهـا مؤكدة لنظرياته. وأشار إلى أن اإلرهاب راهن على العاطفة الدينية املجردة التي استفزتها كراهية اإلساموفوبيا فقدمت له أكثر مما قدمته حساباته األخـــرى، مـؤكـدًا أن اإلساموفبيا أقوى رسائل التطرف التي يلوح بها لتعبئة الشعور اإلسامي ضد اآلخر، مبينًا أنه عندما يغيب منطق الوعي في قراء ة األحـــداث سنكون أمــام صــدام حـضـاري مؤلم فـي الظرف الصعب. وشدد على أن اإلساموفوبيا خطاب إقصاء مضاد أخطأ الـتـقـديـر، وأن تـاريـخ الـتـطـرف الـديـنـي فـي عـمـوم األديان كانت له وقائع مؤملة تحضر وتغيب، بن مد وجـزر، من زمن آلخر. وأشار إلى أن للتطرف في عموم األديان وقائع تاريخية مـؤملـة تحضر وتـغـيـب فـي مـد وجــزر مـن زمــن آلخــر، وأن التطرف الديني لـم يحقق طيلة تاريخه سـوى الظاهرة الصوتية ماقيًا في نهاية مطافه قدره املحتوم بالقضاء عليه، وأنه مر على التطرف دورات زمنية تبادلت األديان أدوارهـــا بعامة، واملــذاهــب الدينية فـي داخلها بخاصة. وأن العناصر اإلرهابية أول كاسب لإلساموفوبيا التي تسعى ملضاعفة أعدادها بتعبئة املشاعر الدينية املتسرعة في الدول اإلسامية وغيرها. وأضاف: ليس لإلرهاب مدرسة دينية معينة وقد تشكلت عناصره من نحو 100 دولة جند منها أكثر من 45 ألف مقاتل من اتجاهات فكرية متعددة ذات هدف واحد. وقــــال إن اإلرهـــــاب لــم يــوجــه حــمــاتــه الــيــائــســة ورسائله املعادية مثلما وجهها للمملكة العربية السعودية، وأنه لم يقم على تجمع سياسي مجرد أو قوة مسيطرة وإنما على أيدلوجية متطرفة وال خاص منها إال بهزيمة رسائلها. وأوضح في كلمته أن السلفية ليست اسمًا مرادفًا لإلسام أو فصيا متفرعًا وإنما منهج كل مسلم يسير على خطى وسطية وتسامح أسافه ولسامة منهجها ادعاها فئات متنازعة كلها تصف نفسها بها.