Okaz

عقوق اآلباء لألبناء!

-

ينتقد أفـراد املجتمع وبكثرة عقوق األبناء لآلباء، وقليلون من يتناولون تجاوزات اآلبــاء واألمـهـات تجاه أبنائهم، التي تـزايـدت في اآلونــة األخـيـرة، ابــدأ بتوضيح من هم الوالدان (األب واألم): الراعيان املسؤوالن عن رعية أوالدهما «أبناء وبنات» األمانة املساءل عنها الوالدان يوم القيامة ألن األوالد ليسوا من ممتلكات الـوالـديـ­ن بـأي شكل يفترضه البعض، بـل هـم نعمة، وديـعـة لديكما من الله هل اتقيتما ربكما بها وأحسنتما التصرف معها؟ هل شكرتما الخالق عليها بحسن تربيتها لتنشأ على الفطرة؟ تـطـعـم ولـــدك وتـسـقـيـه وتـلـبـسـه وتـسـكـنـه وتـعـالـجـ­ه وتـنـفـق عليه، نعم هذه الخدمة والنفقة حق له، والتربية هي الرعاية، االهتمام، املتابعة، التنشئة الصحيحة بتعاليم ديننا الصحيح، على سبيل املــثــال ال تـطـعـمـه حــرامـــًا، ال تـعـرضـه لــانــحــ­رافــات األخاقية ال تهمله وتـغـيـب عـنـه بـعـدم اهـتـمـامـ­ك بــه، وبــث الــيــأس في نفسه مـن مـحـاوالتـ­ه املستميتة للفوز بقليل مـن اهتمامك، وتحميلهم الضغوط النفسية نتيجة انحرافات الوالدين أو أحدهما االجتماعية بتجاهل مشاعر األوالد وما سينتج عنه من استغال اآلخرين للوصول إلى األوالد واستغالهم بما يخدم مصالحهم بعد استعطافهم. وأذكر هذه القصة للعبرة: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يشكو إلـيـه عـقـوق ابـنـه، فأحضر عمر الــولــد، وابـنـه على عقوقه ألبـيـه، ونسيانه لحقوقه، فقال الولد: يا أمير املؤمنني، أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير املؤمنني؟ قال عمر: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب ـ إي القرآن .- قال الولد: يا أمير املؤمنني، إن أبي لم يفعل شيئًا من ذلك، أما أمي فإنها زنجية كانت ملجوسي وقــد سماني جــعــا ـ أي خنفساء - ولــم يعلمني مـن الكتاب حرفًا واحـدًا. فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: جئت إلي تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك).

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia