العميملـ :بيانهكارثي وعلمه بالدين ينافس علمه بالدنيا

رأى الــكــاتــب والــبــاحــث الــســعــودي عــلــي الـعـمـيـم فــي بــيــان الشيخ عبداملحسن العباد أن «مــا كــان كـارثـة حقيقية، ومــا زالــت بقاياها مستمرة، هي عدم تطوير وتحديث عقلية وذهنية وثقافة أعضاء السلك الديني، بحيث يكونون أبناء زمانهم ومجايلني لعصرهم ومـــواكـــبـــني لــلــمــســتــجــدات والــــحــــوادث الـــجـــديـــدة فـــيـــه، وبمستوى الـتـحـديـات الـتـي واجـهـهـا الـعـالـم اإلســامــي وواجـهـتـهـا السعودية بصورة خاصة». واعتبر العميم في معرض رده على العباد أن الشيخ عبداملحسن هو «من تلك البقية الباقية، فهو ما زال يعيش ويفكر بمعزل عن زماننا وخارج عصرنا منذ منتصف القرن املاضي وإلى يومنا هذا». وقــال العميم إن الشعور بهذه املعضلة كــان منذ وقت بـعـيـد، مــا جـعـل االعــتــمــاد فــي سـتـيـنـات الــقــرن املاضي وسبعيناته، «على علماء دين ومثقفني دينيني من العالم الــعــربــي ويـجـعـهـلـم املــتــصــدريــن لـلـواجـهـة الـديـنـيـة في الداخل والخارج، وهم املحيطون برجال السلك الديني املحليني، خاصة ذوي الشأن اإلداري لتليني موقفهم من الحياة الحديثة»، عازيا األمر إلى «شرعنة قبول بعض مـظـاهـر الــحــضــارة الـحـديـثـة كـــاإلذاعـــة والــتــلــفــاز وتــدريــس العلوم التطبيقية...إلخ، وملجابهة األفكار الحديثة كالقومية واالشتراكية والشيوعية وحقوق املرأة بردود دينية معقولة». وأشار العميم إلى أنه «قد لوحظ أن آراء بعض رجال الدين املبرزين في الداخل، كانت عرضة للتندر والسخرية في الصحافة املصرية إبـــان فــتــرة حـكـم جــمــال عـبـدالـنـاصـر للسبب الـــذي ذكــرتــه فــي أول كامي». وطـرح العميم سـؤاال على العباد قائا «بماذا يختلف تلكؤ رجال مؤثرين فـي طبقتكم فـي إقـامـة تعليم نظامي للذكور فـي بادنا، ومعارضتكم لتعليم البنات فيها، وألمور عديدة يطول سردها عن اعتراضك الصاخب على تعيني وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى الـدكـتـورة دالل نمنقاني عميدة لكلية الطب فـي جامعة الطائف؟ وفي األمرين األولني اللذين ذكرتهما: أيهما كانا إلى جانب الصواب وأيهما كان في ركاب الخطأ، الحكومة والذين كانوا معها من العصريني أم بعض رجال طبقتكم؟». وقال العميم «إنك -يا شيخ- من دون أن تقصد ادعيت أنـك تمثل الشعب السعودي، كل الشعب السعودي، حيث قلت، (إن تعيني وزير التعليم للعميدة بترشيح مـن مدير الجامعة إســاءة بالغة للشعب السعودي املحافظ على األخـاق واآلداب الشرعية)». واختلف العميم مــع الـشـيـخ عبداملحسن بـقـولـه «أنـــا اختلف معك في هـذا االدعــاء، فأنت ال تمثل إال نفسك وفئة قليلة من املشايخ، والدليل الساطع على ذلك، هو (التنبيه) املثبت على رأس املوقع الرسمي الخاص بك ونصه اآلتي: (تنبيه بتاريخ 27 شعبان 1436 من عبداملحسن بن حمد العباد البدر: لم يسبق أن أذنـت بتصويري إال في البطاقة الشخصية أو جواز السفر، وال أسمح ألحد بتصويري وال نشر صور لي». وقــال العميم إن «كـثـرة مـن املشايخ -حتى املغالني منهم- يأذنون بـتـصـويـرهـم لغير الـبـطـاقـة الشخصية وجــــواز الـسـفـر، وال يرونه يــتــعــارض «واملــحــافــظــة عـلـى األخــــاق واآلداب الــشــرعــيــة»، وذهب العميم إلى أن الشيخ عبداملحسن يعد تعيني الدكتورة دالل محيي الدين نمنقاني «إســاءة للدولة السعودية التي قامت على تحكيم الكتاب والسنة، وحصل لها ذلك البقاء واالستمرار في والية الغالبية العظمى من جزيرة العرب»، ويعلق العميم «ويعرف كثيرون منا أن ثمة دوال تنافس السعودية في مساحتها الجغرافية وأخرى تفوقها بكثير في مساحاتها الجغرافية، وهـي باقية ومستمرة، فهل هي -وفقا لتفسيره- تحتكم للكتاب والسنة؟!». وأضاف «الشيخ في بيانه واعتراضه (الكارثي) يحرض السلطة على فئة من املجتمع يسميهم بالتغريبيني، تحريضا سافرا وممجوجا. ومـن حق هـذه الفئة أن تعامله باملثل وتكمل اآلية التي اقتضبها في استشهاده على النحو اآلتي «إن الله يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها»، وتتمتها هو قوله تعالى «وإذا حكمتم بني الناس أن تحكموا بالعدل»، مشددا على أن هذه «اآلية التي أتى بها على نحو مقتضب ومجتزأ لغرض في نفسه، واآليــة األخــرى التي أتـى بها كاملة، نعلم حتى من غير الـرجـوع إلــى كتب التفسير أنــه ساقهما فـي غير موضعهما، وأنه أتى بهما كيفما اتفق. ليته لم يقحمهما في اعتراضه، لكي ال يأتي مغرض، ويقول عنه: إن علم الشيخ بالدين ينافس علمه في الدنيا في الضعف».

علي العميم