لقاء ترمب ومحمد بن سلمان.. قمع محور اإلرهاب والطائفية
«إنهم الطيبون».. بهذه العبارة مازح الرئيس األمريكي دونـالـد ترمب اإلعاميني خــال لقائه ولـي ولـي العهد األمــيــر مـحـمـد بــن ســلــمــان لــتــأتــي إشـــــارة إيــجــابــيــة من سيد البيت األبيض بعد السجال والتجاذب بينه وبني اإلعــام األمـريـكـي. لكن بعيدا عـن هــذا السياق ومسألة العاقة بني ترمب واإلعام فإن استعمال مفردة الطيبني في تصنيف اإلعاميني في البيت األبيض يؤشر على سياق مفردات املحادثات التي جرت بني الرئيس ترمب وولـــي ولــي الـعـهـد الـطـيـبـة واإليــجــابــيــة والــتــي أحدثت اختراقا إيجابيا في جسد العاقات التي شهدت شيئا من البرود في عهد إدارة أوباما السابقة. املـحـادثـات خرجت بنقطتني إستراتيجيتني مـن جملة مـن الـنـقـاط، األولـــى محاربة اإلرهـــاب الظامي املتمثل بــ«داعـش» الـذي قرر ترمب إعطاءه األولوية القصوى. والــثــانــيــة تــحــجــيــم إيــــــران ونـــفـــوذهـــا املـــتـــمـــادي خارج حدودها، ووقف تمدد الفكر الطائفي الذي تقوده إيران فــي املـنـطـقـة، وهـــذه خـريـطـة الــطــريــق لـيـسـت للعاقات األمريكية - السعودية وحسب، بل ووفقا للمصطلحات املتوقعة واملستعملة من قبل ترمب هي خريطة طريق ملحور الطيبني ضد محور األشرار اإلرهابيني. لقاء ترمب مع ولي ولي العهد وضع خطا فاصا بني محورين في العالم محور الطيبني الـذي يضم أمريكا واملـمـلـكـة وكــل مــن يـريـد مـحـاربـة اإلرهــــاب بـكـل أنواعه ومحور األشرار واإلرهابيني الذي يهدد استقرار العالم ويضم «داعـش» ونظام املالي في طهران وميليشياته الطائفية متعددة الجنسيات. إن لـقـاء البيت األبــيــض حــدد املــســار لــأيــام والسنوات القادمة ويتمثل في أن الحرب على األشــرار لن تتوقف قـبـل الـــوصـــول إلـــى أهــدافــهــا وأن الــشــراكــة بــني اململكة الـعـربـيـة الـسـعـوديـه والـــواليـــات املـتـحـدة ثـابـتـة راسخة متماسكة ألنها شراكة عميقة في التاريخ واملستقبل. لقاء البيت األبيض شكل رسالة واضحة إلى محور الشر واألشرار وتحديدا إلى النظام اإليراني املطالب بالخروج من لغة التهديدات التي لم تعد تنطلي على أحد وبعيدا عـن الـصـواريـخ الوهمية والـغـواصـات والتقدم باتجاه التغيير فـي الــرؤيــة واإلستراتيجية وال يـكـون ذلــك إال عبر التخلي عن أحـام اإلمبراطورية البائدة والعودة إلى منطق التطور وضرورة العيش بسام مع الجيران والشعوب الصديقة دون التدخل بشؤونها. وصــــف الـــرئـــيـــس تـــرمـــب لــإعــامــيــني لــــدى مخاطبته األمير محمد بن سلمان «إنهم الطيبون» وكأنه يقول مثل محورنا وحلفائنا الذين سيقاتلون األشــرار مثل اإلرهاب كـ«داعش» و«إيران». لقاء البيت األبيض يشكل خط االنطاق للمعركة ضد اإلرهــــــاب، هــي مــعــركــة البـــد مــن خــوضــهــا لـنـيـل السام واالستقرار، هي حرب على اإلرهاب بمنظماته ودوله.