صيدليات تروج مستحضرات مجهولة!
جــاء فــي نـظـام املـنـشـآت واملـسـتـحـضـرات الصيدالنية، الــــصــــادر فـــي 1/6/5241هـــــــــــــ تــعــريــف الــصــيــدلــيــة بما يــلــي: «املــنــشــأة الــصــيــدلــيــة املـــعـــدة لـتـحـضـيـر وصرف املــســتــحــضــرات الــطــبــيــة» ولـــكـــن بــعــض الصيدليات انـحـرفـت عـن مـسـارهـا الصحيح، وتـحـولـت مـن صرف املستحضرات الطبية، إلــى املـتـاجـرة بأصناف ومواد ليس لها عالقة باألدوية وصحة اإلنسان؛ من أجل جلب األموال، وتضرر املستهلك بذلك، وأصبح يتحمل أعباء كثيرة من أجل الحصول على الدواء املطلوب، ويسافر مــن مـديـنـة إلــى أخـــرى مــن أجــل الـحـصـول عـلـى دوائه، خصوصا إذا كان العالج نادرا؛ ألن بعض الصيدليات لم تعد تحرص عـلـى تـوفـيـر األدويــــة بـالـشـكـل املــطــلــوب، وأصــبــح هـمـهـا األول توفير أدوات التجميل، واملواد التي ليس لها عالقة بالدواء، وتحولت بعض الصيدليات إلى «بقاالت» أو محالت «عطارة» بمعنى أن بيع العطورات، واللبان، وأدوات التجميل، وبــســكــويــت الــتــخــســيــس هـــي األســـــاس، واألدوية الطبية هي الثانوية. وامللفت للنظر أنك عندما تدلف إلـــــــــى بـــــعـــــض الصيدليات تـــــجـــــد املـــــتـــــســـــوقـــــن أمــــــــام رفـــــوف أدوات التجميل والــــعــــطــــورات، والشاي األخــضــر بـكـثـافـة، ومن يطلب الــدواء قليل جدا لـعـدم قناعتهم ببعض الــــصــــيــــدلــــيــــات! وهنا البــــد مـــن تـــدخـــل وزارة الــــــصــــــحــــــة، وإلــــــزامــــــهــــــا بمهنتها األساسية. وأطـــالـــب بـمـنـع بــيــع أدوات الــتــجــمــيــل وبـــعـــض األطعمة فـــي الــصــيــدلــيــات، وعـــــدم توزيع أوراق دعائية ملستحضرات التجميل داخـل الصيدليات، ومنع بيع األدوات التي لــيــس لــهــا عــالقــة بـصـحـة اإلنـــســـان، وتـكـثـيـف الرقابة عـلـى الـصـيـدلـيـات خـصـوصـا فــي األطـــــراف، واملناطق الـنـائـيـة؛ لقلة عــدد الـصـيـدلـيـات، والـتـأكـد مــن خلوها مــن املــــواد غــيــر الــطــبــيــة، وأطـــالـــب بــالــتــأكــد مــن أن كل مــحــتــويــات الـصـيـدلـيـة مـسـجـلـة لـــدى وزارة الصحة، إذ نصت املـــادة 19 مـن النظام السابق ذكـــره: «يحظر تــــــداول املــســتــحــضــرات الــصــيــدالنــيــة والــعــشــبــيــة قبل تسجيلها لـدى الـــوزارة» وعــرف النظام املستحضرات العشبية بـ: «النباتات واألعشاب التي لها ادعاء طبي وتحضر على شكل صيدالني» فهل كل املستحضرات التي تعج بها الصيدليات والـتـي تدعي التخسيس وإنـقـاص الوزن مسجلة لـدى وزارة الصحة؟! وهـل لها عالقة دوائـيـة؟ فكم من كوارث سببتها هــذه املستحضرات، وبعضهم فقد حياته، بسبب أن بعض هــذه املـسـتـحـضـرات مـجـهـولـة املــصــدر، وغــيــر مسجلة في وزارة الصحة! إنني أقول: إن جشع بعض هؤالء التجار الذين يتسترون تحت غطاء مهنة الــصــيــدلــة أضــــر بــأغــلــى مـــا يملكه اإلنـــســـان وهــــو الــصــحــة، فعلى وزارة الـصـحـة أن تلتفت ملا يحصل من تالعب في هذه الــصــيــدلــيــات، وتعيدها إلى اشتراطات الرخصة التي بموجبها زاولوا هذه املهنة، هذا ناهيك عـــــــن صـــــــــرف األدويـــــــــــة مـــــن الـــصـــيـــدلـــيـــة دون وصــــــفــــــة طـــــبـــــيـــــة! فهم بعض الصيدليات هو: كمية الرياالت التي تدخل الــــــــدرج بـــعـــيـــدا عــــن الضرر الذي يلحق باملواطن!