Okaz

شركاتنا «وهم يا جمل»

-

يقال هم يا جمل، ملن يلهف أي شيء، ألن الجمل املسكني يأكل حتى الـشـوك، أمـا أثرياؤنا يلهفون أي شـيء إال الشوك فيتركونه للفقير الــتــعــ­بــان «يــعــنــي املــســكـ­ـني يـقـعـد جـــوعـــا­ن» مــا يــصــيــر. الـحـقـيـق­ـة ما قـصـروا والــواقــ­ع أنهم «حلقوا» رأسـمـال املـواطـن على الصفر. فأين هم أغنياؤنا الذين يتفاخرون وبكل كبرياء أنهم يملكون املليارات؟. وأنهم من بضعة آالف كونوا ثرواتهم الهائلة في بضع سنني! على مني يلعبونها؟ نعلم أن األرزاق بيد الله، وهناك من ورث وهناك من رفعته ملكية األراضي بألوانها املختلفة وطرقها األكثر اختالفا. ومــنــه مــن هـبـطـت عـلـيـه الـــثـــر­وة بــبــرشــ­وت عــابــر لــلــقــا­رات، ولــكــن أن يتفشخر على الناس ويدعي العصامية، واليتبكبك إال علينا علينا، مع أنه وبكل عصامية ما زال املسكني في كفاح مرير واجتهاد يهلل له العباد يتبارى مع أنــداده ليحظى بـأن يكون هو األول في جمع املــال، ويطالع الصحف فـي صباح ذلـك الـيـوم، وهـو يحلم أن تكون صورته على غالف إحدى املجالت بأنه على األقل من العشرة األغنى في العالم، لم يعبأ يوما أن يفكر في العدد الكبير من أبناء وطنه الذين بعضهم يتضور جوعا وآخرون ال يجدون مسكنا يلم شتاتهم، والـشـبـاب غير الـقـادريـ­ن على الـــزواج لخلو جيوبهم مـن املــال الذي كوش عليه بعض من جعلتهم الصدف أو الصفقات غير العادلة في صفوف العشر أصفار وأكثر. أال ينظرون إلى األغنياء الذين يغردون خــــارج الـــســـر­ب، فـيـتـبـرع­ـون بـــأجـــز­اء ضـخـمـة مــن أمــوالــه­ــم لألعمال اإلنسانية في شتى أقطار العالم وهم من دول غير إسالمية، أضف إلى هؤالء قائمة ببعض الشركات والبنوك ومنها كمثال بحكم أنها األكـبـر واألقـــدم أرامــكــو أود أن نـعـرف عمال خيريا واحـــدا قـامـت به أرامكو عدا إذا أسعفتني الذاكرة واملعلومة «البايتة» بعض املدارس في املنطقة الشرقية، من أيام «ما حفروا البحر». في الخمسينات، أنا أكاد أجزم أال شيء هناك، ولو سألت املواطن من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها ووسطها ملا أجابك أيا منهم بنعم. إذا كان هناك ما خفي وأشـك في ما خفي كثيرا، فليطلعونا عليه شـرط أن يكون شيئا مـحـرزا، أمـا لتسجيل موقف فهذا ال يليق بشركة عمالقة من حقهم أن يبدو ذلك، ليكونوا قدوة لغيرهم ومن حقنا أن نعلم ليظهر لنا من خدم مجتمعه ومن تقاعس عنه، الشيء املعلن عنه هو فقط مركز امللك عبدالعزيز، الـذي افتتح أخيرا وهـذا مهما كانت تكلفته وأهميته فهو وحيد قرن جاء بعد عشرات السنني في منظومة كان يجب على الشركة القيام بها، بما يناسب ضخامتها وعراقتها وهذا املشروع النختلف على قيمته العلمية، لكن هو ال يمس حياة املواطن املباشرة التي هو في أمس الحاجة لها، أما قافلة الزيت فهي مجلة أنشئت أساسا لخدمة أرامكو قبل سعودتها واستمرت، أما تكليفها بالقيام ببناء بعض املشاريع فهذه ليست «بللوشي» أو إحسانا إنها بأموال الدولة ومشاريع مع األسف كثير منها «خر املية» وأضف إلى أرامكو حضرات البنوك الذين ال هم لهم إال«مصمصة» ما تبقى في جيب العميل املغلوب على أمره، لو كانت هذه الشركات واملؤسسات في أوروبــا أو أمريكا «لخرت الحامض». أيها املقتدرون عملتم للدنيا كثيرا فهل لآلخرة نصيب.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia