Okaz

معركة الصراحة

- بسمة إبراهيم السبيت

انتشرت في اآلونة األخيرة تطبيقات عدة بني رواد قنوات التواصل االجتماعي وكان من أبرزها تطبيق «بصراحة» ويسعى هذا التطبيق لحصد أكبر عدد من املستخدمني الراغبني في تلقي رسائل من مجهولني إلبداء آرائهم الشخصية في صاحب الحساب دون اإلفصاح عن اسم أو هوية املرسل، وهنا ال أريد اإلبحار في تفاصيل هـذا التطبيق لكن انتشاره بهذه السرعة وتسابق الناس ملعرفة آراء اآلخرين فيهم أثـار في داخلي تساؤالت عدة بخصوص موضوع وثقافة الصراحة وهي: إلى أي مدى يجب أن نكون صريحني في حياتنا؟ وإلى أي مدى يجب أن نسمح لآلخرين أن يكونوا أداة تقييم لكل طباعنا وكل أمور حياتنا؟ هل من الضروري أن نكون صريحني مع غيرنا في كل شيء؟ هل سنصل إلـى الكمال حينما نثبت لهم أننا صريحون وواضـحـون ونتقبل كل رأي فينا؟ هل نحن مستعدون فعال ملواجهة سيل الصراحة الجارحة، التي ستأتينا من خلف هذه التطبيقات؟ لذلك عزيزي القارئ قبل أن تقرر الخوض في غمار معركة الصراحة، يجب عليك أن تتسلح بعدد من األسلحة وهي: الثقة العالية بالنفس واملرونة، وأيضا روح تتقبل آراء اآلخرين فيها، وصدر رحب يتسع للجميع، فإذا كان ينقصك أحد هذه األمور أرجو منك أن تتوقف عن خوض هذه املغامرة، ألنك بعد تلك الصراحة ستخرج بحالة من األلم والندم، فبعد اإلجابة عن كل سؤال لكل فضولي سوف يفلت من بني يديك أمر، وقد كان باإلمكان معالجته قبل عرضه على املأل. يحاول الفضوليون دوما أن يجروك إلى دائرتهم، فكن متيقظا لهم، وتذكر يا عزيزي أن أولى الناس بصراحتك هي نفسك، صارحها وكاشفها، فكر بصوت عال معها، ضع إصبعك على مواطن الضعف فيها، حاول أن تعالجها من كل همومها فهذه أروع أنواع الصراحة. فنعم للصراحة والـوضـوح في تعامالتنا مع كل من يصادفنا وال للصراحة التي تتسلل إلى خصوصياتنا وتفاصيل حياتنا.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia