Okaz

أدباء: مبعايير اإلبداع ال يوجد شاعر «كبير» في اخلليج!

- علي فايع (أبها) @alma3e

استبعد الكاتب والـشـاعـر حبيب محمود أن يكون لدينا في السعودية أو الخليج شاعر «كبير» أو «صغير» وفق املعايير اإلبداعية، وتساءل عن األصل الذي يجعل من شاعر ما «كبيرًا» أو «صغيرًا» في املعايير اإلبداعية، ال االجتماعية وال الوطنية، إذا كان املعيار هو «موقعي شعريًا؛ فإنني سوف أشاهد طابورًا من مئات الشعراء الكبار». وأكــــــد مـــحـــمـ­ــود أن الـــشـــع­ـــراء لــــم يقيسوا «شعرية» امرئ القيس بموقع املرقش األكــبــر، ولـــم يـكـن الـــفـــر­زدق مهمًا قــيــاســًا بــالــصــ­لــتــان العبدي، فـكـا الــشــاعـ­ـريــن متبوع بهامش عريض جدًا مـــــــن الـــــشــ­ـــعـــــر­اء اآلخــــــ­ريــــــن، و نفى أن يكون لدينا شاعر محلي أو إقليمي متبوع (عـابـر للحدود) منذ ما عـرف بمدرسة اإلحياء حتى قصيدة النثر، على نحو الجواهري، والسياب، ونزار، ودرويش والبردوني والفيتوري، وأدونيس، وهذه األسماء قدمت مشاريع إبداع لذا لم يرفعها إال اإلبداع ذاته، فكانت أسماء كبيرة باملعنى التاريخي والجغرافي الـذي ال ينطفئ بمجرد انطفاء اإلعـام والدعاية اآلنية. وذكر محمود أنه مطمئن إلى أن أي رافع آخر ال وجاهة في تمريره، إظهارًا الحترامنا املبدعني املحيطني بنا محليًا، وتلك النعوت الفارهة املسوقة في الصيغ اإلعامية -والتواصلية- ليست إال كرمًا مبالغًا في املودة واإلجال، أو هي توصيفات آنية، وقتية، محدودة بزمن ارتجالها، وال ضمانة عـلـى صــمــودهـ­ـا، وال حـتـى سـريـانـهـ­ا خارج الـــدائــ­ـرة الــجــغــ­رافــيــة -أو االجتماعية­املــــحــ­ــدودة أصــــــا. ويــتــفــ­ق الكاتب والــــصــ­ــحــــفــ­ــي الـــــعــ­ـــراقــــ­ـي رضا األعــــــ­ــــرجــــ­ــــــي مــــــــع حبيب مــــــحــ­ــــمـــــ­ـود فـــــــــ­ي هــــــذا الـــرأي، مستشهدًا بـــــــــ­ـبــــــــ­ــعـــــــ­ـــض الشعراء

الذين يروجون ألنفسهم، ويختارون األلقاب التي يتمنونها، كــبــعــض األدبـــــ­ـاء والــصــحـ­ـفــيــني ومــنــهــ­م الــشــاعـ­ـر عبدالرحمن الخميسي الذي كان يعمل في إحدى الصحف ويحرر أخباره الخاصة، ويعدها للنشر، فيكتب عن نفسه: سيصدر للشاعر العربي «الكبير» عبد الـرحـمـن... وأضــاف «األعـرجـي» أن لقب املفكر بات هو اآلخر يصاحب من فشل في أن يكون مبدعًا. فيما رأى الشاعر عبدالرحمن موكلي أن التوصيف والنمذجة سياق ثقافي وفرز وتصنيف تثميني للشعر والشعراء، وهذه الازمة موجودة حتى في الثقافة املدنية!، إال أن الشاعر إبراهيم طالع األملعي يتوسع أكثر في هذه الرؤية إذ يرى أن مصطلح (شاعر كبير أو صغير) ال يخضع فقط لإلبداعية فقط، بـل للزمنية وتــراتــب­ــيــة انــبــثــ­اق املـمـكـنـ­ات املــاديــ­ة والــحــضـ­ـاريــة اإلنسانية، إذ كـانـت الشاعرية أقــرب مـا تـكـون إلــى املهنية التخصصية، وتتناسب عكسيا مع اتساع الرؤية الشخصية وتوافر بدائل التركيز على الفكرة الـشـاعـرة ومتعلقاتها مـن صــور وألفاظ ومـوسـيـقـ­ى. واسـتـشـهـ­د األملــعــ­ي بـــ(هــومــيــ­روس) الـــذي قــال إنه شــاعــر كـبـيـر ألنـــه اســتــطــ­اع مـــلء زمــانــه بـمـثـل إلــيــاذت­ــه، وامرؤ القيس (إن كان حقيقة) كان كبيرًا ألنه عاش للشعر، واملتنبي مأل الدنيا وشغل الناس بما ال مثيل له، فقط ألنه لم يكن يزاحم شعرهم إعـام وال بدائل من مطابع وصحف ووسائل أخرى، وشعراء النهضة العربية أخـذوا صفة الكبر ألنهم كانوا على قمم بدايات انتشار اإلعام والثورة الصناعية. وأكد األملعي أن هاتني الصفتني ال تنطبقان اآلن ولن تنطبق بــعــد االنــفــج­ــار الــعــامل­ــي حــتــى لـــو خــلــق لــنــا متنبئون كثر، وهــذا الــرأي ينطبق على العالم أجمع ال على جزيرة العرب فقط، زد على هذا ما نعلمه من حــداثــة الـتـعـلـي­ـم والــوســا­ئــل فــي الجزيرة عــبــر الـــتـــا­ريـــخ الـــعـــر­بـــي مــنــذ خروج الفتح وبقاء الثقافة املكانية هنا دون تـفـاعـل، لكننا نستخدم املـــصـــ­طـــلـــحـ­ــني بــــــــد­الالت نسبية ملجرد إضفاء تميز لـشـاعـر ما عن غيره.

 ??  ?? عبدالرحمن موكلي إبراهيم طالع
عبدالرحمن موكلي إبراهيم طالع
 ??  ??
 ??  ?? وقع الروائي السعودي يحيى امقاسم روايته «رجل الشتاء» في «كتاب الرياض»، مبينًا أن ريع الكتاب يعود إلى أطفال سورية واليمن، في لفتة إنسانية، مؤكدًا أن الكتب نصيرة دائما للمظلومني.
وقع الروائي السعودي يحيى امقاسم روايته «رجل الشتاء» في «كتاب الرياض»، مبينًا أن ريع الكتاب يعود إلى أطفال سورية واليمن، في لفتة إنسانية، مؤكدًا أن الكتب نصيرة دائما للمظلومني.
 ??  ??
 ??  ?? حبيب محمود
حبيب محمود
 ??  ?? رضا األعرجي
رضا األعرجي
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia