Okaz

سريري سراٌب مزدوج

-

واملوضوعات واملشاعر. في لعبة املقاعد املتعددة - قربا وبعدا - التي ال استقرار عليها، يطوف الشاعر مترحا. يتبادل املواقع وتبدله األمزجة والحاالت واألفكار: «أقيم في فكرة البيت أكثر من البيت نفسه/ ويعجبني/ أن غرفة النوم واسعة مثل صحراء،/ وأن سريري سراب مزدوج».. وتبعا لهذا التموج والتعدد نلفي حضورا تبادليا يقيمه الشاعر، مثا، بينه وبــن الـــ «حـائـط» أو بـن الـــ «غريب» وبن شجرة الكريسماس. ثنائية ترجيع يكون واحدهما هو اآلخر؛ تسييل املشاعر واالنفعاال­ت واكتساب الحاالت والهيئات.. تعمل بمثابة كشاف مرئي يتجسد معه، على نحو عيني ملموس وواضح، القلق الذي ينهش ويتأكل صاحبه.. التحول الـذي يطال الغريب منبوذا من ليالي الفرح. وعبر نصوص كثيرة من الكتاب نقف على االنعكاسات الـــتـــي تــرصــدهـ­ـا مـــرايـــ­ا الــشــاعـ­ـر مــســجــل­ــة الـــتـــح­ـــوالت أو االهـتـراء­ات في البناء الروحي بما يشبه «صـوة دوريان جـــــراي» حــيــث الــتــشــ­وه الــداخــل­ــي يــجــد صــــداه مــاثــا في اللوحة الشخصية للبطل، على شاكلة نص «عيب خلقي»

ّّ الـذي يتابع االنساخات والشقوق في الــروح واتساعها يــومــا بـعـد يـــوم بـفـعـل مطحنة األعــمــا­ل الــيــومـ­ـيــة؛ تحت

ّّ وتسلخ ّّ وتـجـوف.ال ّّ لشدتهاأو للثقل أو للصرامة. إنما لفرط عاديتها ورتابتها وتكرارها حتى االنطفاء، ورغم هــذا ال انتباه للسم اليومي الــذي ينفذ خفية بمقاديره الصغيرة غير امللحوظة، بل ويتخلق معها االعتداد تـزركـشـه الــبــادة ُُ والــحــمـ­ـق؛الــطــاء الـــذي يخفي الشقوق ولكن إلى مهلة، ّّ تبددهاصراح­ة املرآة والصورة املعكوسة فيها بصدق: «وننفش ريشنا املستعار/ ونضحك بباهة

ّّ في وجه املرايا/ وال ننتبه// حتى نصير فجوة كبيرة/

ّّ فراغا متعفنا/ تسيل منه الحياة اليومية». ونعثر على الخاصة عينها عن «الداخل املنخور» في نص ‪»X -ray«‬

ْْ وعن الـ «قمامة هاربة من قمامة» في نص «يد»؛ إذ باتت الــــذات مــصــرفــ­ا ومـــصـــد­را ّّ لـلـتـلـوث­الــــذي أضــحــى يغشى معنى الوجود ّّ ويهددرسوخه وبسبيله أن يتلفه. وربما هذا ما يدعو إلى التحّّرر من عبء الواقع واالنساخ منه

ّّ على جـنـاح الـخـفـة؛ مصيرا يـتـهـادى فــي «ريــشــة» (نص: ذهب مع الريح.. نص: حمية).

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia