القصيم:وادي الرمة يفيض بالتلوث واملخالفات
اجتاح التلوث وادي الرمة، الذي يعتبر أطول واد في الجزيرة العربية بما يزيد على 1000 كيلو متر، منطلقا من غرب اململكة وتحديدا من منطقة املـديـنـة املــنــورة، مـــرورا بالقصيم وحتى يصل إلى الكويت والعراق. وبينما أنـحـى األهــالــي بالالئمة على املديرية العامة للمياه بالقصيم في الــتــلــوث الـــــذي أصـــــاب وادي الرمة، فشلت كثير من املحاوالت لالستفادة منه كمنطقة جذب سياحي، رغم أن الـــدراســـات تــؤكــد أنـــه يــجــري بشكل غزير ثالث مرات في العام. وعـــــزف األهـــالـــي عـــن الــتــوجــه إليه، بــعــد أن كـــان هــــواة الـــرحـــالت البرية فــي منطقة الـقـصـيـم يـــتـــرددون عليه، بـالـتـزامـن مــع هـطـول األمــطــار، السيما أن الــــــوادي يـفـصـل بـــن مــديــنــتــي بريدة وعـنـيـزة، وتـطـل عليه عــدد مـن محافظات ومــــدن ومـــراكـــز مـنـطـقـة الــقــصــيــم. وتبخرت املـشـاريـع الـتـي دعــت إلــى تـحـويـل وادي الرمة إلـى منطقة جـذب سياحي، خصوصا فـي الجزء الـفـاصـل بـن بـريـدة وعـنـيـزة وادي الـجـنـاح وخشم، ليكون متنفسا لـأهـالـي، بعد أن انتشرت مستنقعات مياه الصرف الصحي فيه، وحظائر األغنام التي تحيط به، والتلوث البيئي النابع من املصانع املتاخمة له، إضافة إلــى تـزايـد أشـجـار ذيــل القط التي حولت الـــوادي لغابات مخيفة تتجول بها الحيوانات الخطرة والهوام والبعوض السام. ولـــم تـقـتـصـر أخـــطـــار وادي الـــرمـــة عــلــى ذلــــك، بـــل تمادى عدد من العمالة الستغالل مياه املجاري إلنشاء مشاريع استثمارية ملزارع الخضار وسط الوادي امللوث. وذكر محمد عبدالله السالمة إلى أن مجرى "الرمة" تحول إلــــى نــهــر جــــار مـــن املـــجـــاري والـــصـــرف الــصــحــي، متهما مصلحة املــيــاه الـتـابـعـة لــــوزارة الـبـيـئـة واملــيــاه والزراعة بتلويث الــوادي بالتخلص من املجاري فيه، الفتا إلى أن القادم إلى مدينة بريدة من جهة طريق الرياض القصيم السريع يعتقد أنـه نهر طبيعي ولكن عندما يقترب منه يختنق من الروائح الكريهه املنبعثة منها. وشكا عبدالله الجطيلي في حي الضاحي أنهم يعانون من الروائح الكريهة املنبعثة من وادي الرمة، مشيرا إلى أنهم خاطبوا املسؤولن لتدارك املشكلة لكن دون فائدة. وأكد أنه في حال لم يجر معالجة الخلل ستتسبب البحيرة بأوبئة خطيرة وحـشـرات، متمنيا تــدارك الـوضـع سريعا قبل أن يتفاقم. وقال عبدالله البليهي:«رغم األهمية التي يحظى بها وادي الرمة، إال أنه سقط لأسف ضحية لــأهــمــال، فــالــتــمــدد الــعــمــرانــي جـعـلـه ينكمش ويصبح مصبا للمجاري واملخلفات وحظائر املـواشـي واإلبــل التي تمال جنباته»، مشيرا إلى أنه من الصعب أن يكون الــوادي منطقة جذب سياحي وهو بهذه الطريقة السيئة. ورأى صــالــح الـغـديـر الـتـويـجـري أن االستثمار فـي مـيـاه وادي الـرمـة قـد يفيد فـي حـالـة وجــود سدود، مستبعدا االستفادة منه سياحيا وترفيهيا، بسبب طبيعة األرض التي يمتد عليها وافتراشه مساحات عريضة قد ال تـجـعـل مـنـه قــابــال للتطوير كـمـا هــو وادي حنيفه في الرياض. ووصف وضع وادي الرمة حاليا بـ «املؤسف» من نواح عدة لعل أهمها االعتداء ات الكبيرة على حرم الوادي وتضييق مساره مما شكل خطرا على املـدن واملحافظات التي يمر بها خصوصا أنه ال يمتد كما كان تاريخيا بل يتوقف بكثبان نفود الثويرات (شـرق مدينة بــــريــــدة) وفــــي الـــفـــتـــرات األخــــيــــرة بــــدأ املواطن يـالحـظ آثـــار صــرف صـحـي تـصـب فــي الوادي شـرق مدينة بريدة مما اعتبره نشطاء البيئة خطرا يهدد صحة املواطن. وطالب التويجري بضرورة معالجة الوضع القائم فيه حاليا، مع ضرورة تصحيح االعتداءات على مساره و معالجة طفح الصرف الصحي فيه.