142 رصاصة من محمد بن سلمان..!
لطاملا قيل إن بعض الكلمات أشـبـه بطلقات الـرصـاص، لكن العالم تأكد فعليا من صحة هذه املقولة وهو يتابع الخطاب املرتجل الذي ألـقـاه سمو ولــي ولــي العهد األمـيـر محمد بـن سلمان على طــاولــة االجــتــمــاع بــوزيــر الــدفــاع األمــريــكــي فــي البنتاغون نهاية األسبوع املاضي. 142 كلمة أو (رصاصة) خال 120 ثانية (شاملة الترجمة) أصـابـت هدفها بدقة واسـتـقـرت فـي قلب الـقـيـادة اإليرانية الغارقة حتى أذنيها في دعم اإلرهاب وزعزعة أمن املنطقة في الجهة األخرى من العالم، تلك القيادة التي يمكن الجزم بأنها وإن كانت تتابع االجتماع بحذر لم تتخيل كيف يمكن أن تتحول الكلمات إلى طلقات قاتلة ملشاريعها ومستقبلها السياسي بكل هذه البساطة. قيل قديما «اإليجاز هو اإلعجاز» ألن القدرة على اختصار الخطاب مع إيصال الرسالة بدقة دون إخال بمحتواها أو أهدافها معادلة في غاية الصعوبة ال يمكن أن ينجزها إال رجل في غاية الحكمة والفصاحة، وهـذا تماما ما ينطبق على خـطـاب سمو األمـيـر محمد الــذي استمعت إلـيـه أكثر من 10 مـرات بفخر، وأجـد أن من املناسب إعـادة نشره هنا ليتسنى ملن لم يستمع إليه قراءته.. قال األمير حرفيًا: «أشكر معاليه على ترحيبه بنا اليوم هنا في البنتاغون.. العاقة السعودية األمريكية عاقة تاريخية امــتــدت لثمانني عــامــا، وكـــان العمل فيها إيجابيا للغاية ملـجـابـهـة الــتــحــديــات الــتــي نـواجـهـهـا جـمـيـعـا، ومــررنــا في مراحل تاريخية مهمة جدا، التحديات التي نواجهها اليوم هـي ليست أول تحد نواجهه ســويــا.. الـيـوم نـواجـه تحديا خطيرا جدا في املنطقة والعالم سواء من تصرفات النظام اإليراني املربكة للعالم والداعمة للمنظمات اإلرهابية، أو التحديات التي تقوم فيها املنظمات اإلرهابية. نــحــن فـــي الـــســـعـــوديـــة فـــي الـــخـــط األمــــامــــي ملــجــابــهــة هذه التحديات.. أي منظمة إرهابية في العالم هدفها في التجنيد وهدفها في الترويج للتطرف يبدأ أوال في السعودية التي فيها قبلة املسلمني.. إذا تمكنوا من السعودية سيتمكنون من العالم اإلسامي كله.. لذلك نحن الهدف األول.. لذلك نحن أكثر من نعاني.. لذلك نحتاج العمل مع حلفائنا وأهمهم الـــواليـــات املــتــحــدة األمــريــكــيــة قــائــدة الــعــالــم.. الــيــوم نحن متفائلون للغاية بـقـيـادة الـرئـيـس تـرمـب ونعتقد أن هذه التحديات سوف تكون سهلة بقيادة فخامته» انتهى. 8 أعـــوام مضت مــرت فيها الـعـاقـات السعودية األمريكية بـــأســـوأ مــراحــلــهــا عــلــى اإلطــــــاق فـــي ظـــل قـــيـــادة الرئيس األمريكي الضعيف باراك أوباما الذي ركض باتجاه إيران كـعـادة الديمقراطيني فـي «املـراهـقـة السياسية»، فيما حلم اإليــرانــيــون بالسيطرة عـلـى املنطقة اعـتـمـادًا عـلـى رجلهم في البيت األبيض، لكن الحلم الفارسي تحول إلى كابوس بـــوقـــوف الــســعــوديــة فـــي وجـــهـــه بــعــاصــفــة الـــحـــزم قــبــل أن يستفيقوا منه على وجـه ترمب الرجل الــذي يعرف حلفاء بــاده جيدا، ويجيد توجيه رصــاص مسدسه حيث يتجه رصاصهم.