Okaz

الشوائب املدسوسة فادحة اخلطورة..!

- للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 االتصاالت أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 121 مسافة ثم الرسالة

أشــرقــت عــلــى الــعــالـ­ـم، مــنــذ أكــثــر مــن أربــعــة عــشــر قــرنــا، شمس الــديــن اإلســامــ­ي الـحـنـيـف، عـلـى يــد خــاتــم األنــبــي­ــاء واملرسلني سيدنا محمد (صلى الله عليه وسـلـم) رســول الـهـدى والسام للعاملني، فكانت ضياء وهدى ورحمة للناس كافة. وأكمل الخالق البارئ (جلت قدرته) للبشرية دينها الذي ارتضاه لها. أتت تعاليم الدين اإلسامي واضحة وحاسمة، متجسدة في القرآن الكريم، والسنة النبوية الطاهرة والصحيحة. وجـاء اإلســام صافيا غدقا كاملاء الـــزالل.... وآمـن به من آمـن. وتشرب األوائل، وثـلـة مــن األولــــن­ي، بـوحـي طـاهـر صـــاف، خــال مــن شــوائــب الــهــوى، وال تعكره األكاذيب التي دستها الحقا بعض املصالح السياسية والفئوية والشخصية املغرضة، التي استغلت هذا الدين... كمطية لتحقيق أهداف دنيوية مشبوهة – كما تبني الحقا. ربما لم يتعرض دين ملحاربة ولحمات ومحاوالت تشويه ودس وتحريف كــمــا تـــعـــرض هــــذا الـــديـــ­ن الـــقـــي­ـــم، حــتــى أصــبــحــ­نــا – نــتــيــج­ــة لـــهـــذه األخطاء والــدســا­ئــس واملـــؤام­ـــرات - بــصــدد عـــدة «إســــامــ­ــات»...؟! ولــكــن، ورغـــم كــل هذا االستغال البشع، فإن الله قد حمى دينه (متجسدا في القرآن الكريم) ووفى بــوعــده.إذقــالتـع­ـالـى:«إنــانحننز­لناالـذكـر­وإنا لــــــه لــحــافــ­ظــون». فـــاإلســ­ـام الـصـحـيـح الــصــافـ­ـي النقي الوسطي موجود إلى يوم القيامة. واإلنسان السوي يمكن أن يـراه ويلمسه.... رغم العتمة الـتـي تــحــاول حجبه، واملتمثلة فــي التاعب بنصوصه، والتفسيرات الخاطئة واملغرضة واملــصــل­ــحــيــة الـــكـــث­ـــيـــرة الـــتـــي بــــــدأت تنتشر فــي الــفــضــ­اء اإلســامــ­ي مـنـذ انــتــهــ­اء الخافة الراشدة.

**** وقـــد أصــبــحــ­ت هـــذه األخـــطــ­ـاء وتــلــك الــدســائ­ــس وذلــــك الــتــشــ­ويــه والتحريف املغرضان تشكل مجتمعة «تراكمات» مدمرة (يمكن اعتبارها نبتات وأشجار سـوء هائلة من شـدة تمكنها في ضمائر مايني من الـنـاس) ألصقت بالدين والدين منها براء. إن اإلسام األصلي النقي كالشجرة املباركة الباسقة... فرعها في األرض، وأصلها في السماء. بينما أشجار السوء الطفيلية، ذات الثمرات السامة (التي تتجسد في هيئة أحاديث موضوعة) نمت حـول هـذه الشجرة الطيبة املباركة... حتى لتكاد تحجبها. ومما يؤكد سوء تلك النبتات (التراكمات) ويفضحها هو التحليل املوضوعي الصادق والنزيه لكل منها ولكل جزئية فيها. إن التحليل العلمي املوضوعي يكشف زيــف وخـطـأ وتـحـامـل معظمها، ووجـــود أغـــراض وأهـــداف مصلحية ألكثرها. والـسـؤال املحير هـو: كيف وصلت هـذه التراكمات إلـى هـذا العصر، وكيف عاشت – وازدهرت – خال كل هذه القرون ؟! فمما يثير االستغراب حول سبب استمراريته­ا هذه، هو اتسام أغلب محتويات جزئيات هذه التراكمات بالغلو والتحجر والصلف والسخف ومعاداة العقل واملنطق اإلسامي السليم، بل ومخالفة العدالة بمفهومها الشامل. ويعتقد أن أهــم أسـبـاب انتشار واسـتـمـرا­ر، وتـواصـل ونـمـو، هــذه التراكمات (املـتـمـثـ­لـة اآلن فــي تـــيـــار­ات مــجــنــو­نــة) هـــي: جــهــل الــعــامـ­ـة، وانــتــهـ­ـازيــة بعض الخاصة، وتسلط القوى الباغية التي من مصلحتها الخاصة توجيه الناس والشعوب املعنية في االتجاه الذي يخدم تلك املصلحة، عبر إلصاق مضمون ذلك االتجاه في الدين، واعتباره – زورا – جزء ا ال يتجزأ منه. وهنا تكمن هذه املأساة، التي تكاد تنفرد بها أمتنا دون سائر األمم.

**** ويمكن أن نشير إلى هذه التيارات املنحرفة، أو لعلها الضالة / املضلة (كما ينعتها كثير من العلماء املتخصصني) بـ «اإلساموية»... تمييزا لها وتفريقا عـن «اإلسـامـيـ­ة» (األصـلـيـة الصحيحة). لقد انتشرت الـتـيـارا­ت املنحرفة في هــذا الـقـرن بشكل غير مسبوق. ومعظمها ذو فكر متحجر، وبعضها يؤمن باستخدام العنف، والقتل والتدمير، ضد مخالفيه، حتى لو كانوا يشهدون أن ال إله إال الله، ومحمدا رسول الله. وكثيرا ما تتحول هذه التيارات الفكرية إلى تنظيمات. وتتحول األخيرة إلى حركات إرهابية.... تمارس اإلرهاب عن قناعة به. وغالبا ما ينسب كل تيار إساموى لـ «الفقيه» الذي ابتدعه. وسنتحدث عن اإلساموية في املقال القادم، بإذن الله. إن من أهم نتائج وأسباب تواصل – وتفاقم – هذه اإلفرازات السيئة واملسيئة (من نبتات السوء املتراكمة املستمرة والنامية) هو: سوء وتدهور الوضع العام في معظم الباد العربية واإلسامية، واستشراء الظلم، وغياب (أو تغييب) النموذج العام الصحيح األكثر منطقية وقبوال ورسوخا. إضافة إلى الخاف والصراع املدمر فيما بني هذه التيارات، واحتمال نشوب حروب طاحنة فيما بينهم، ومع غيرهم. وللغرب املتنفذ – كما هو معروف – سياسات سلبية سوداء تجاه العرب واملسلمني، بدأت قبل استتباب وتفاقم اإلساموية. واآلن، أصبح هـذا الغرب يستغل ظاهرة اإلرهـــاب، املتواجدة هنا وهناك في الـبـاد اإلسـامـيـ­ة ويستعملها كوسيلة لتحقيق أهـــدافــ­ـه.... خـاصـة بالتدخل املــبــاش­ــر، وغــيـر املــبــاش­ــر، فــي الــشــأن الــداخــل­ــي لــهـذه الـــبـــا­د... بحجة «محاربة اإلرهاب».... في الوقت الذي يدعم فيه إرهاب إسرائيل، ويعمل على دعم بعض الجماعات اإلرهابية سرا، الستخدامها، لابتزاز السياسي في املنطقة. ولـذلـك، ال بـد مـن حركة إصاحية رشـيـدة شـامـلـة... تهدف – أول مـا تهدف – لتنقية هذا الدين من كل الشوائب امللصقة به زورا. وهى مهمة شاقة... ألنها تتضمن إزاحة نبتات سوء هائلة، أو استئصالها... لوقف إفرازاتها السيئة. إن األمـة اإلسامية الوسطية – بما لها من إمكانات – ما زالـت بخير، ومـا زالت قادرة على القيام بهذه املهمة التاريخية الكبرى والعظيمة. وليتها تشرع في هذا التحرك عاجا، وليس آجا.

 ??  ?? د. صدقة يحيى فاضل sfadil50@hotmail.COM
د. صدقة يحيى فاضل sfadil50@hotmail.COM

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia