Okaz

نتيجة صادمة!

-

كانت نتيجة صادمة تلك التي أعلنت عنها هيئة حقوق اإلنـسـان، إثـر طرحها عـلـى مـوقـعـهـا اإللــكــت­ــرونــي اسـتـبـانـ­ة اسـتـطـاعـ­يـة لـقـيـاس سـعـة مـعـرفـة الناس بنظامي الحماية من اإليذاء، وحماية الطفل، حيث وجدت أن الذين يعرفون عن هذين النظامني ال يـتـجـاوزو­ن %27 فقط، وأن %73 مـن زوار املـوقـع ال يعلمون شيئا عـن أنظمة الحماية مـن اإليـــذاء، وذلــك حسب مـا جــاء فـي تقرير صحيفة الوطن يوم األربعاء املاضي. حني صدر نظام الحماية من اإليـذاء قبل أربعة أعـوام تقريبا، ومن بعده نظام حماية الطفل، استبشر الناس خيرا، فوجود مثل هذه األنظمة ينظم العاقات االجتماعية بني الناس ويحفظ الحقوق فيما بينهم ويحمي بعضهم من ظلم بعض، وكان املتوقع من هيئة حقوق اإلنسان أن تتلقى صدور هذين النظامني باحتفاء يليق بهما، فهما وثيقا الصلة بمهمتها في حماية الحقوق اإلنسانية، إال أنها- حسب ما يظهر- لم تفعل! فهذه النتيجة التي أظهرها استطاعها، تدل على أن الهيئة في حاجة إلى أن تبذل جهدا أكبر في تثقيف الناس حـول هذين النظامني ومـا لهما من أثـر في تخفيف معاناة املعنفني وتوفير الحماية لـهـم، وهــو أمــر مهم للغاية، فنظام الحماية لن يكون فاعا ومؤديا للوظيفة املتوخاة منه إال متى انتشر بني الناس واتسع نطاق معرفتهم به. تثقيف الناس حول أنظمة الحماية ليس أنه يعني املعنفني واملتضررين على الحصول على الحماية التي يحتاجون إليها فحسب، وإنما أيضا يعمل على تنبيه املعتدين إلى أن هناك من يحاسبهم، وأن عليهم ضبط سلوكهم إن أرادوا حماية أنفسهم من الوقوع تحت طائلة العقاب. على أية حال، إن كانت هيئة حقوق اإلنسان مسؤولة في املقام األول عن التعريف بهذين النظامني وتثقيف الناس حولهما، فإن ذلك ال يسقط املسؤولية عن بعض املـؤسـسـا­ت األخـــرى ذات الـعـاقـة مثل وزارة التعليم، ووزارة العمل والتنمية االجـتـمـا­عـيـة، ووزارة الــعــدل. فـهـذه املــؤســس­ــات مسئولة أيـضـا عــن نـشـر الوعي بالحقوق والعدالة اإلنسانية، والتعريف بسبل طلب العون من الجهات املعنية، والتذكير بالعقوبات التي تنتظر املتجاوزين للحق. إن املتوقع أن يضمن نظام الحماية مـن اإليـــذاء وحماية الطفل بعض الكتب الدراسية، وأن يكون متوفرا في مكتب كل مشرف إرشادي في املدارس، وفي رياض األطفال، وأن تكون هناك حمات تعريفية عامة به في املجمعات التجارية وفي الحدائق العامة وماعب األطـفـال. ليتاح للناس بسهولة االطــاع على لوائحه وأحكامه، ومعرفة كيف يمكنهم االستفادة منه متى دعت الحاجة.

 ??  ?? ﺃﻓﻴﺎﺀ عزيزة المانع azman3075@gmail.com
ﺃﻓﻴﺎﺀ عزيزة المانع azman3075@gmail.com

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia