من املنشآت الصغيرة تخرج من السوق بسبب مخاطر التمويل
أكـــــد خـــبـــيـــران مــتــخــصــصــان لـــــ«عــــكــــاظ» أن زيـــــادة املــتــغــيــرات االقـــتـــصـــاديـــة املــتــســارعــة حــالــيــا يفاقم متاعب املنشآت الصغيرة واملتوسطة، وينبأ بخروج 50 % منها مــن الــســوق، رغــم الــــدور املــنــاط بـهـا في تعزيز القيمة املضافة لالقتصاد الوطني، وتوفير الوظائف للسعوديني، في ظل وجود قرابة 700 ألف منشأة سعودية. وبينا أن مخاطر التمويل تمثل التحدي األكبر لتلك املــنــشــآت، إضــافــة إلـــى غــيــاب الــتــشــريــعــات وضعف دراسات الجدوى. وأوضـــح رئــيــس مــركــز «نـمــا املـعـرفـيـة» االقتصادي الـدكـتـور عبدالله الــشــدادي لــ«عـكـاظ» أن املتغيرات االقتصادية الراهنة، السيما في ما يتعلق بتبعات تــراجــع أســعــار الــنــفــط، كـــان لــهــا دور كـبـيـر وتأثير مـلـمـوس عـلـى املــنــشــآت الـصـغـيـرة الــتــي تـعـانـي من صــعــوبــات فــي الـتـمـويـل واإلدارة وغــيــاب القوانني املحفزة والداعمة. وأشار إلى أن %50 من املنشآت الصغيرة واملتوسطة ســتــخــرج مـــن الـــســـوق خــــالل الـــســـنـــوات األولــــــى رغم التعويل عليها في توفير وظائف والعمل كداعم في تلبية حاجات املؤسسات الكبيرة. ولفت إلى أن من أبرز معوقات عمل هذه املؤسسات غــيــاب الــتــشــريــعــات الــداعــمــة لــهــا وضــعــف دراســــات الــجــدوى؛ مــا يــؤدى إلــى تعثر الكثير منها سريعا والخروج من السوق. وشــدد على أهمية أن تـكـون الـعـالقـات بـني مختلف املؤسسات تكاملية وليست تنافسية حتى يكتب لها النجاح. مــن جهته قــال عـضـو جمعية االقـتـصـاد السعودي الدكتور عصام خليفة لـ«عكاظ»: «إن التحدي األكبر الـذى يفاقم مشكالت املنشآت الصغيرة واملتوسطة يتعلق بمخاطر التمويل وإحجام الكثير من البنوك؛ بسبب ضعف الضمانات املالية». وأشـــار إلــى أنــه رغــم الـــدور الكبير الـــذي ينهض به بـرنـامـج كفالة التمويل لضمان %80 مــن التمويل املمنوح للمنشآت إال أن الدعم يظل مـحـدودا وغير فاعل في حاالت عدة. ولــفــت إلـــى غــيــاب دعـــم الــغــرف الــتــجــاريــة ألصحاب املشاريع الصغيرة، رغم الدور الكبير املناط بها. واستغرب موقف كبار رجـال األعمال الذين شرعوا في منافسة هذه املؤسسات الصغيرة بدال من تقديم الدعم لها حتى تقوى كرافد للتوظيف. ودعـــــا غــــرف الـــتـــجـــارة والــصــنــاعــة إلــــى تخصيص مـسـتـشـاريـن لـتـقـديـم املــشــورة الـفـنـيـة واملــالــيــة لهذه املؤسسات، حتى يمكنها مواجهة األعباء والتقلبات التي تعاني منها األسواق حاليا.