ال حرية مطلقة في اإلسالم.. و8 ضوابط للحقوق
مؤمتر االجتاهات يحذر من االنحراف الفكري والعقائدي.. والتوصيات اليوم
فــي وقــت تـوقـع علماء وفـقـهـاء أن تـخـرج تـوصـيـات مميزة ومغايرة من املؤتمر العاملي لالتجاهات الفكرية بني حرية التعبير ومـحـكـمـات الـشـريـعـة، املــقــام بالعاصمة املقدسة، عطفا على جدية وجرأة املناقشات ومحاور األبحاث، واصل املؤتمر جلساته أمس (اإلثنني) لليوم الثاني على التوالي بمقر األمانة العامة لرابطة العالم اإلسالمي بمشاركة 21 عاملا وفقيها قدموا بحوثا مختلفة خالل ست جلسات. وركـــزت مــحــاور الجلسة الـثـانـيـة الـتـي تـرأسـهـا املستشار بالديوان امللكي عضو هيئة كبار العلماء الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد على محور «حرية الــرأي والتعبير عنه في الشريعة اإلسالمية التأصيل والضوابط». واعـتـبـر عضو املجمع الفقهي اإلســالمــي الـدكـتـور عجيل بن جاسم النشمي «االنحراف الفكري والعقائدي، وشيوع االتـجـاه اإللـحـادي باسم الحرية، وحـريـة الفكر والتعبير جعلت موضوع الحرية شائكًا وتشتد الحاجة إلـى بيان مفهومه وحدوده وضوابطه». وأوضــــح أن «مــن األبــــواب الــتــي ولـجـهـا االنــحــراف الفكري والعقائدي واتخذها وسيلة لالنحراف ميدانني خطيرين؛ األول الفضائيات، والثاني ما اصطلح على تسميته «وسائل االتصال الحديثة»، مبينا أن «اإلسـالم ال يقر شيئًا عنوانه الحرية املطلقة كما قد يتخيله البعض، فال حرية بال ضابط، والضوابط شأنها الحفاظ على هذه الحرية للفرد واملجتمع واألمة، تحميهم من اعتداء أو ظلم، أو إلحاق الناس الضرر بعضهم ببعض، قصدوا إلى ذلك أم لم يقصدوا». وتــنــاول بحث أجـــراه األســتــاذ بجامعة الـيـرمـوك باألردن عــضــو املــجــمــع الــفــقــهــي اإلســــالمــــي بـــالـــرابـــطـــة الدكتور عبدالناصر مـوسـى أبـوالـبـصـل، وألــقــاه نيابة عنه عضو اللجنة العلمية فـي املجمع الـدكـتـور عبدالله بـن مصلح الثمالي، الضوابط التي تشكل قانونًا عامًا ملمارسة هذه الحرية وكل الحقوق والحريات مهما كان نوعها، مؤكدا أنه «ال بد أن تنضبط بضوابط تضمن عدم انحرافها، كما تضمن تحقيقها للغايات التي شرعت من أجلها». وطالب بحفظ الدين والعقل والعرض من مقاصد الشريعة، وبالعدل والتسامح واحترام األديـان، والتفريق بني النقد والـتـشـهـيـر، وحــريــة الـفـكـر واملـحـافـظـة عـلـى أمــن املجتمع، واملطلب الخامس ضوابط حرية التعبير عن الرأي. وأكد عضو هيئة التدريس بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي الضرورة العقلية لضبط حرية التعبير، موضحا «لكل شخص الحق في أن يعبر عن فكره ومعتقده ملتزما بالضوابط الشرعية النابعة من نصوص الوحي ومقاصد الشريعة». وشدد على أن أهم ثمانية ضوابط حرية الرأي في الرؤية اإلسالمية أن يكون التعبير بالخير، وأن ال يكون التعبير بمحرم من القول، وعدم اإلساءة للغير بما يمس حياته أو عرضه أو سمعته، والعدل مع اآلخرين، واحترام األديان، واملحافظة على أمن املجتمع، وأخيرًا ضرورة التفريق بني النقد والتشهير.