مذكرة عمانية للحوار مع إيران.. ورسائل تطمينية سرية لألسد
أمــســك األردن بــزمــام أمــــور تــرتــيــبــات انــعــقــاد الــقــمــة الــعــربــيــة على شــواطــئ الـبـحـر املــيــت فــي الـتـاسـع والـعـشـريـن مــن مـــارس الجاري، بعد تفاهمات مع األمني العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، حـسـمـت فـيـهـا مــوضــوع املــشــاركــة الــســوريــة، بـعـد اتــفــاق بــني وزير الخارجية األردنـــي أيـمـن الصفدي وأبــو الغيط، الــذي اقـتـرح على عمان ترك املقعد السوري فارغا في القمة، وأن ال يعطى ألي جهة، وهو ما أعلنته عمان التي أكدت أنها لن توجه الدعوة للمعارضة السورية للمشاركة في القمة املرتقبة. األردن وجه بعد هذا اإلعان رسائل عديدة للنظام السوري، وهي رسائل تجسدت في رفع العلم السوري إلـى جانب أعــام الــدول العربية املشاركة في القمة، وتلك رسالة تنطوي على أن عمان تبقي على حبل الود األدنى مع دمشق، كما أنها وجهت دعــوة رسمية لروسيا وألول مـرة لحضور القمة العربية. وباملقابل، يبدو أن إرباكات القمة بدأت قبيل انعقادها، إذ كشفت مصادر «عكاظ» وجود وفد ميليشيات الحوثي في العاصمة عمان والبحر امليت للمشاركة في كواليس القمة، وهو األمر الذي قد يؤدي إلى أزمة سياسية عندما يتم التطرق للملف اليمني، بيد أن مصادر أردنية أشارت أن القمة تسعى إلحداث توافق بني الشرعية اليمنية وامليليشيات الحوثية وفـق املرجعيات لكي يخرج اليمن مـن أزمـتـه الحالية. مـن جهة أخــرى أفصحت مـصـادر سياسية في العاصمة األردنـيـة لـ «عـكـاظ»، عن خافات بشأن املقترح العماني الـذي قـدم كمذكرة رسمية تحمل عنوان «التحاور مع دول الجوار اإلقليمي»، هدفها إجـراء حـوار مع إيــران، وال تستبعد املصادر، أن تثير املذكرة العمانية العديد من اإلشكاالت والتباينات السياسية داخــل القمة، وهــو األمــر الــذي دفــع عـمـان لعقد سلسلة اجتماعات بشأن املذكرة مع الجامعة العربية، باعتبار أن األردن متحمس لفتح مثل هذا الحوار مع طهران. الافت حتى اآلن، أن قمة البحر امليت املرتقبة، ستكون قمة امللفات الـجـدلـيـة املــفــتــوحــة. وعـلـمـت «عــكــاظ» مــن كــوالــيــس التحضيرات، أن عـمـان تظهر ميلها للتركيز على مـوضـوع أسـاسـي وتضمينه البيان الختامي للقمة، بعنوان موقف عربي موحد بخصوص حل الدولتني، إذ تقترح على القادة العرب التمسك بحل الدولتني، وربما تنتهي القمة إلى تشكيل وفد يتحدث لـإدارة األمريكية واملجتمع الدولي بهذا الخصوص، وليس من املستبعد أن تلجأ القمة إلعادة إحياء املبادرة العربية للسام.