أعداء احلياة
كانت بريطانيا من أول الــدول التي استقبلت أفواج الــاجــئــن إلــيــهــا الــذيـــن اخــتــلــط بـيـنـهـم الــبــاحــث عن الـحـيـاة الـكـريـمـة، الـــذي يــود الـعـيـش بـسـام ويحترم البلد الـذي استضافه ويدين له بالجميل ويحمل له الوفاء باحترام أنظمته وقوانينه، ولكن أيضا هناك من وصل إليها هاربا من بلده وطريدًا للقانون بسبب أفـــكـــاره الـشـيـطـانـيـة ومــمــارســاتــه املــتــطــرفــة وتأليبه املجتمعات على حكوماتها وتـعـاونـه مـع املنظمات اإلرهابية املطلوبة للعدالة الدولية. لم تهتم بريطانيا بمحاولة فـرز الاجئن إليها من الجماعات اإلساموية املتطرفة، ولـم تتعامل معهم بما يستوجبه خطرها. حل فيها املتطرفون من جماعة اإلخــوان والتكفيرين الجهادين، والـخـارجـون على الـقـانـون املـتـآمـرون على شرعية بلدانهم كاملسعري والفقيه وغيرهما، أصبحت بريطانيا مرتعًا خصبا لكل املارقن، وكل ذلك بما يضمنه القانون البريطاني املتسامح جدًا وديموقراطية وستمنستر العريقة. لكن هذه الديموقراطية التي جعلت املتطرفن في بعض األوقــــــات يــغــلــقــون الـــشـــوارع ويــعــبــثــون بــالــنــظــام من أجـل رفـع شعاراتهم تحت حماية البوليس وبكفالة الــقــانــون، هــذه الـديـمـوقـراطـيـة هــي الـتـي تــم االعتداء عليها مؤخرا في معقلها وبصورة همجية تستهدف رمزيتها وتأريخها العريق. هــذه الــوحــوش البدائية ركـبـت مـوجـة املظلومية في بـلـدانـهـا وادعــــاء اضــطــهــادهــا ففتحت بــلــدان الغرب أبـوابـهـا واستقبلتهم بـكـل أوبـئـتـهـم الـفـكـريـة فحلوا هــنــاك وأفــــســــدوا أجـــيـــاال مـــن أبــنــائــهــا باستعدائهم على أوطـانـهـم وإقـنـاعـهـم بتخريبها، وهــي األوطان الــتــي احـتـضـنـتـهـم وأعــطــتــهــم الــحــيــاة الــكــريــمــة بكل مقوماتها. هــؤالء الـفـاسـدون فكريا وأخـاقـيـا ال يقيمون حرمة ملـكـان وال إلنــســان، ال يعرفون غير التربص والغدر، وال بد أن تلفظهم بلدان العالم ليواجهوا مصيرهم املظلم لوحدهم.