«الكوشان».. عمق تاريخي ميتد
تـعـد حـديـقـة الــكــوشــان األثــريــة فــي محافظة الليث مـن أهــم املــواقــع الـتـي يقصدها الزوار الــــقــــادمــــون مــــن مــنــاطــق مــخــتــلــفــة، ملوقعها الــــذي يــحــوي عــــددا مــن الـنـخـيـل املــعــمــر منذ مئات السنن، وآبـــارا أثـريـة ارتبطت بالعهد الـعـثـمـانـي ومــا قـبـلـه، بـعـد أن قــامــت البلدية بـتـطـويـر املــوقــع واالســتــفــادة مـنـه فــي تنمية السياحة، ضمن مجموعة من املشاريع التي جعلت املكان مقصدا سياحيا. تقع «الكوشان» بحسب املؤرخ والخبير بآثار الليث سعيد الكرساوي شمال البلدة القديمة، وبالتحديد في موقع يتوسط قرية الكليبية، وبها بئر أثرية قديمة يصل عمقها إلى أكثر من 10 أمتار، وكانت من مصادر املياه لسقيا األهالي واملواشي إلى وقت قريب، قبل ظهور خـدمـات الـكـهـربـاء فـي املـحـافـظـة، وهــو موقع أثري قديم يعود إلى أكثر من 300 عام، وبه نخيل معمرة، يقول األهالي إنها ملك للتاجر الحضرمي باصقر الـعـمـودي، الــذي هاجرت أسرته من الليث منذ أكثر من 100 عـام، كما توجد باملكان بئر أخــرى تسمى «الصقرية» في موقع الحديقة عمقها 10 أمتار، وهي غير مستخدمة حاليا، وتعد اآلن معلما أثريا في الحديقة. يشير الكرساوي إلى أن القول املأثور في ذكر مـوقـع الـكـوشـان الـتـاريـخـي، بــأن «الكوشان» كـلـمـة مــعــربــة مــن الــلــغــة الــتــركــيــة، وردت في قــوامــيــس الــلــغــة الــعــربــيــة بــعــدة مــعــان منها «الطعام من األرز والسمك، ومنها الصيادية عـــنـــد أهـــــــل دمـــــيـــــاط بـــمـــصـــر، والــــــكــــــوش من املصطلحات الزراعية، ومنها األرض أو جزء منها، وأصحها وأعمها هـي الضريبة التي يأخذها موظف الجباية، وهي املعنى الشائع عند العرب». والـكـوشـان فـي الليث، هـو املـكـان الــذي كانت تؤخذ منه الجباية، أو الرسوم من الجمال التي تستخدم في حمل البضائع عند خروجها من مدينة الليث، وكانت تـقـدر بواحد «مجيدي عـثـمـانـي» عــن كــل حـمـل يحمله الـجـمـل، وقد كـانـت كـل الـجـمـال الـتـي تـدخـل إلــى املحافظة تـــرد إلـــى الــكــوشــان لـلـسـقـيـا واالســـتـــراحـــة ثم التحميل، وكان هذا اإلجراء سائدا منذ القدم وحـتـى قـيـام العهد الـسـعـودي فــي عهد امللك عبدالعزيز آل سعود «رحمه الله».