جدل الهوية في «املغاربة».. األشعري: ليست رواية أنثروبولوجية
نفى الروائي والشاعر املغربي محمد األشعري أن تكون رواية «املغاربة» لعبدالكريم الجويطي، دراسة أنثروبولوجية أو تاريخية، لكنها نوع من املساء لة عـن الثقافة املغربية ونــوع العالقة بـني الحاكمني واملـحـكـومـني، وقــال األشــعــري فـي لقاء أدبـــــــي مــــع الـــجـــويـــطـــي حــــــول روايته «إن روايــــة «املــغــاربــة» الــتــي ترشحت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر لهذا العام تشبه في منهجيتها ذلك املنهج الـذي اتبعه الكاتب املكسيكي أوكتاف بـــاث الــحــاصــل عـلـى جــائــزة نــوبــل في اآلداب لـعـام ٠99١ عــن عمله «متاهة العزلة» الــذي سبر فيه أغــوار اإلنسان املكسيكي وهويته وحضارته وعالقته بـمـحـكـومـيـه»، مــشــددا عــلــى أن العمل «يحفر في ذاكــرة املغاربة، في األساطير، فـــي عــالقــة املــغــربــي بـالـسـلـطـة والـــقـــهـــر.. لـيـفـهـم ما يعيشه املغاربة اليوم.» وفــي الـلـقـاء تــســاءل أســتــاذ علم السياسة والكاتب والـــبـــاحـــث املـــغـــربـــي حـــســـن طــــــارق عــــن «العنوان املغامر».. هل يمكن أن نكتب عن كل هذه الشساعة واإلبهام «املغاربة»؟ وقـال إنه في الرواية «تتوالد الحكايات كما لو كنا أمام لعبة دمى روسية. حكاية الجد الذي يحمل السارد اسمه والذي كان بالنسبة ملحمد الغافقي أكبر من مجرد والد لألم. كان فكرة عــن الـحـيـاة والــكــرامــة واألرض والــصــبــر.. أو نظرة للعالم واألشــيــاء. الجد الــذي مـات ألنـه عجز، وهو البستاني العتيق، عن ابتكار مهمة لنفسه منذ أن لــم تـجـد الــدولــة فــي الــخــالء الفسيح املـحـيـط ببني مــالل (املـديـنـة التي تــدور فيها أحداث الرواية وهي مدينة الكاتب نفسه) غير حقه لتقيم مكانه تجزئة سكنية». وتحدث طــارق أيضا عن حكاية «األخ الـــعـــســـكـــري» الــــــذي وجـــــد أن عــلــيــه أن يختار بـني «قـبـر منسي فـي الصحراء أو حياة معطوبة سيدبرها بمحاولة الــعــيــش بـــال أمــــل وال انــتــظــار وبــــروح بائسة قنوعة خلفت كـل شــيء وراءه.. املرأة والحب واألوالد والجيش».
وأضـــــــــــاف أن الـــــتـــــاريـــــخ الشخصي لألسرة يتقاطع في هذه الحكاية ويلتقي «مــع رجــع صــدى للتاريخ الـعـام للمدينة ولعائلة مخزنية (سـلـطـويـة) عريقة تحمل فـي امتداداتها منعطفات للسياسة في بالدنا منذ القرن التاسع عشر إلـى حـدود مغرب ما بعد االستقالل. ستأخذ الرواية مقام التاريخ ضابطا لتصاعد حكاياتها.. تاريخ القبائل والعائالت الكبيرة والنفوذ والشطط والخيانات». وتتحدث الرواية أيضا عن اكتشاف مقبرة جماعية لجماجم دون هياكل عظمية في عــودة مباغتة للموتى وللماضي وللتاريخ. إنها مقبرة سترسل السلطات لجنة للتقصي في أمرها ستروي بدورها حكاية جديدة هي حكاية الخبير األعـــمـــى الـــــذي يــحــمــل داخـــــل روحـــــه الــقــلــقــة خراب تجربة قاسية لوالديه من زمـن الرصاص والقمع. كما تتطرق الرواية لحكاية الباشا في رمز للسلطة كما تتناول حكاية الحب والخيانة. وخــالل اللقاء قـال الجويطي «عندما تقرأ الرواية يجب أن تعود إلـى الفصل األول لتفهمها» مشيرا إلى أنه تعمد ذلك. وأضاف أنه أراد أن يكتب «رواية شرهة. رواية فيها محفل من الناحية الشكلية». ومــضــى قــائــال «الــحــديــث عـــن الــهــويــة ال يـمـكـن أن يكون بصيغة نص أدبــي ولكن في املغرب ما يقع فــي الـــواقـــع أقــــوى مــن الـــخـــيـــال... الــتــاريــخ املغربي هـائـل وفـيـه أشـيـاء تـفـوق الـخـيـال. وقــال إن السؤال حول الهوية املغربية هو الذي دفعه لكتابة الرواية «املـــغـــاربـــة.. املــخــزن (الــســلــطــة) والــديــن والقبيلة». وأضـــاف «كتبت الـتـاريـخ الــذي ال يــزال فـاعـال فينا اآلن».وأشــــار إلــى أن «هـويـة املـغـرب مركبة تتداخل فيها عـوامـل مركبة وبالتالي يجب الكتابة عنها بنص مـركـب». «ومضى قائال «املغربي ينتقل من مــوقــف إلـــى مــوقــف دون أن يـشـعـر أنـــه متناقض» مشيرا إلـى تطرق املفكر املغربي عبد الله العروي لهذا املوضوع.