زيارة رئيسة وزراء بنغالديش أسست عالقات اقتصادية مميزة مع اململكة
فــيــمــا تـحـتـفـل دولــــة بــنــغــاديــش بذكرى اســتــقــال الــبــاد والــيــوم الــوطــنــي الــــ 64، تشهد العاقات السعودية البنغاديشية تـــمـــيـــزا عـــلـــى كـــافـــة املـــســـتـــويـــات. وكانت زيـــارة رئيسة وزراء بنغاديش الشيخة حسينة للمملكة في يونيو ،2016 مثلت عــامــة بــــارزة فــي الــعــاقــات الــســعــوديــة - البنغاديشية، إذ شـهـدت توقيع مذكرة تــفــاهــم بـــن الــبــلــديــن إلجــــــراء مشاورات ســيــاســيــة مـنـتـظـمـة بـــن الــبــلــديــن، وذلك باعتبار اململكة دولة محورية في الشرق األوســط، تمتلك أكبر اقتصاد في منطقة الخليج العربي، فيما تشارك بنغاديش بـــدور بــنــاء فــي قـضـايـا الــســام والتنمية واالستقرار باملنطقة. وأشــــــاد خـــــادم الــحــرمــن الــشــريــفــن امللك ســلــمــان بــن عــبــدالــعــزيــز خـــال استقباله لـلـشـيـخـة حـسـيـنـة، بــبــادهــا فــي الحفاظ على السام واالستقرار من خال عمليات حفظ الــسـام لـأمـم املـتـحـدة، مثمنا دور بـنـغـاديـش فــي االنـضـمـام إلــى التحالف اإلســامــي ضــد اإلرهــــاب والــتــطــرف الذي تشهده املنطقة، فيما أكدت حسينة آنذاك التزام بادها بعدم التسامح مع أي خطر يهدد املنطقة، وأعربت عن استعداد بنغاديش لدعم اململكة في هذا الخصوص. وشــددا على استكشاف فـرص التجارة واالستثمار مـن أجـل املنفعة املتبادلة وكـذلـك املـزيـد من االتصاالت بن الشعبن، كما عرضت رئيسة الـوزراء منطقة اقتصادية خاصة (من 100 منطقة اقتصادية خاصة تم تطويرها أخيرا) على اململكة، فيما دعت اململكة إلى دعم مشاريع تنموية وخدمية في بادها لبناء 560 مسجدا ومركزا إساميا في كل مديرية، وتنمية الجامعة العربية اإلسامية، وبناء شبكة نقل متعددة الوسائط ملسار دكا الدائري والتجاوز الشرقي. في حن أكدت قيادة اململكة على ضـرورة مد يد التعاون لهذه املشاريع في أقـرب وقـت. وقد أبـدى مستشارون اقتصاديون اهتماما كبيرا لاستثمار في بنغاديش من خـال صندوق االستثمارات العامة ،)PIF( وهــو صــنــدوق مستقل للمملكة. مـشـيـرا إلــى ضـــرورة أن تـكـون املــشــاريــع قـابـلـة للحياة تجاريا. وركـزت زيـارة الشيخة حسينة على الجانب االقتصادي، إذ نظمت الغرفة التجارية الصناعية بجدة دورة لأعمال التجارية شارك فيها كبار رجال األعمال السعودين، وحضرها 10 من كبار رجال األعمال البنغاديشين من مرافقي رئيسة الوزراء، في دورة األعمال، ودعت رئيسة الوزراء إلى املزيد من االستثمارات والفرص التجارية في بنغاديش. فيما أكد املجتمعون على ضرورة توسيع التعاون االقتصادي بن البلدين عبر مجموعة من املجاالت، خصوصا أن حجم التبادل التجاري بن البلدين زاد في السنوات األخيرة بشكل ملحوظ، وإن كان مازال في مستوى ال يلبي الطموحات. إذ بلغت صــادرات بنغاديش إلى اململكة نحو 250 مليون دوالر، فيما بلغ حجم الواردات من اململكة نحو 750 مليون دوالر. واتفق البلدان على بناء القدرات وتدريب العاملن من خال إنشاء املزيد من املعاهد التدريبية في بنغاديش، إذ تتطلع الحكومة البنغاديشية إلى االستعانة بمهنين مثل األطباء واملهندسن في اململكة، لتعميق العاقات بن البلدين. خصوصا أن التعاقدات املكثفة بن البلدين تؤسس للمزيد من فرص تبادل املنفعة، فيما أشـارت الشيخة حسينة إلى أن اململكة تعتبر بنغاديش اآلن دولة مهمة، أبعد كثيرا من كونها مصدرا تقليديا للعمالة املهاجرة لسوق العمل السعودية، السيما بعد إطـــاق اململكة رؤيـــة ،2030 مــا يفتح مــجــاالت جــديــدة للتعاون بــن الـبـلـديـن، في وقت تطلق فيه بنغاديش رؤية 2021 لتظهر كبلد متوسط الدخل، ورؤية 2041 لتظهر كبلد متقدم، ما يبشر بنمو سريع لاستثمار ونمو البنية التحتية ذات الجودة، ما يستوجب النظر لبنغاديش ضمن ساسل التوريد العاملية الرئيسية. يذكر أن وزير الثقافة واإلعام الدكتور عادل الطريفي أكد خال الزيارة أن رئيسة الوزراء وضعت نموذجا للقيادة املثالية للمرأة املسلمة، إذ إنها تجسد مـاذا يمكن للمرأة أن تحقق في العالم اإلسامي، الفتا إلى أن االرتقاء بمستوى العاقة بن البلدين سيخلق تأثيرا إيجابيا لتكثيف العاقات مع الــدول اإلسامية األخــرى، من شأنه أن يساعد كا البلدين الشقيقن لتحقيق كل منهما رؤيته املستقبلية.