Okaz

تعليم عاٍل عاملي.. محليًا!

- حسين شبكشي hashoboksh­i@gmail.com

ليس سـرا وال أمــرا خافيا ذلـك االنفتاح السعودي الهائل لابتعاث التعليمي إلى الخارج في البرنامج املعروف ببرنامج خادم الحرمن الشريفن، والذي تــم إرســـال فـيـه أكـثـر مــن 140 ألــف طـالـب إلــى عــشــرات الـــدول حول العالم. وهو برنامج غير مسبوق وطموح جدا في اآلمال املعقودة عـلـيـه، ولـكـن هــذا االنــفــت­ــاح املـحـمـود والـــذي طــال انــتــظــ­اره ويعمل بالحكمة األزلية التي تقول «الحكمة ضالة املؤمن»، هذا االنفتاح يفرض سؤاال بديهيا ومنطقيا وهو ملاذا يوجد خوف وقلق وهلع غير مبرر من السماح لجامعات عاملية عماقة بفتح فـروع كاملة لها في السعودية وخصوصا بعد هذا االنفتاح «عليهم» من قبلنا؟ اإلقـــدام على بـيـوت التميز فــي املــجــاا­لت املختلفة مسألة مطلوبة نراها في جلب العامات التجارية الناجحة في قطاعات األطعمة واملشروبات واملستشفيا­ت والفنادق، فتزدحم األســواق والشوارع بأهم الفروع لهذه املاركات العاملية وتلقى القبول والنجاح الشعبي الذي ال يمكن إنكاره وال التغاضي عنه. وبنفس القاعدة من املمكن التفكير في جلب أهم الكليات والجامعات الدولية من مختلف دول العالم، جامعات أمريكية في مجاالت الطب وجامعات أملانية في مجاالت الهندسة وجامعات يابانية في مجاالت التقنية العالية وجامعات إيطالية في مجاالت التصميم وهـكـذا. الخوف والهلع والقلق املرتبط بمسألة املوافقة على الترحيب بجامعة عاملية في السعودية بـات مسألة سخيفة ومضحكة وسـاذجـة، فا يمكن من جهة أن نقول إننا جــزء حيوي مـن العالم وأعــضــاء فـي منظماته وهـيـئـاتـ­ه ومــؤســسـ­ـاتــه ومـــن أهـــم 20 دولـــة اقــتــصــ­اديــة فــي العالم، ومـــن جـهـة أخـــرى نتحفظ عـلـى أن نــكــون «جــــزءا» مــن هـــذا العالم بـمـنـظـوم­ـاتـه التعليمية (خــارجــيـ­ـا كـمـا داخــلــيـ­ـا) بـحـيـث ال يكون هناك ازدواجـيـة وال أي تناقض في قناعاتنا التي نــروج لها ألنه لم يعد من املقنع وال الائق االستمرار في ترديد مقولة «نحن لنا خصوصيتنا» والتي استحدثت لسنوات طويلة من قبل املتحفظن على االنفتاح على العالم ذريعة لسد كل حميد ومرغوب ومطلوب، فهذه املقولة لم تعد مقنعة لآلخرين وال للسعودين أنفسهم. من املطلوب إعداد خطة جادة لجذب هذه النوعية من بيوت العلم إلى السعودية والسماح للقطاع الخاص باالستثمار الجاد فيها عبر إطاق سلسلة عظيمة من التشريعات املرحبة والخاقة التي تيسر وتحسن الظن با قيود وال شروط وال عراقيل وال روتن منفر، إذ إن التعليم قطاع واعد ومطلوب ومجد متى ما تم التعامل معه كفرص استثمارية ولـيـس فقط كمبان ومـــوارد بشرية. فــاإلقــد­ام املطلوب على جلب عمالقة التقنية والصناعة للمشاركة االستثماري­ة في السعودية من أمثال جنرال إليكتريك وهيونداي وتويوتا مطلوب أن تحصل نفس اإلثارة والحماس لجلب كبرى الجامعات من أمثال السوربون وكيوتو وستانفورد وغيرها من حول العالم املفتوح. التعليم العالي العاملي ليس مطلبا للرفاهية ولكنه يجب اعتباره مــن األســاســ­يــات الــتــي يـتـم فـيـهـا االسـتـثـم­ـار فــي اإلنــســا­ن وإعــــداد­ه بشكل صحيح ملواجهة املستقبل والـعـالـم. وفتح فــروع لجامعات عظيمة من حول العالم كفيل بأن يكتب لبرنامج االبتعاث العظيم استمرارية لنفس األهداف على أرض الوطن، وفي ذلك ميزة عظيمة يعرفها كل من استشعر بالقيمة التي نتحدث عنها. كل األمــل أن يلقى هذا املوضوع الجدية الحقيقية من الجهات املعنية ويتم طرح مبادرة تليق به.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia