Okaz

متالزمة الكتابة والقراءة

- عبد المحسن هالل Hadeelonpa­per@gmail.com @Abdulmohsi­nHela

مـعـرفـتـي بـالـنـقـد األدبــــي تــفــوق بـمـراحـل مـعـرفـة الــفــذ آنـشـتـايـ­ن بلعبة «الكيرم»، أما إملامي بمفهوم «الحداثة» فقد سارت به الركبان، درجة أن أخرجني أحدهم من امللة في كتاب شهير له كفر فيه جميع الحداثيني قـبـل كــم مــن الـسـنـني، بسبب مـقـال وحـيـد ضــد مـوقـف مـشـني لصحيفة مـن أديــب حـداثـي شــارك فـي نــدوة أدرتــهــا. هــذا ليس حديثا فـي النقد األدبي والحداثة، وال عن اللسانيات وتفجير النصوص وإعادة بنائها، والكتابة تحت أو فوق األقواس، أو عن اإلسفلت الذي يبتلع الطريق، هو حديث تثاقف عن القراء ة والتأليف. يـكـفـي مــا شغلتنا بــه الــحــداث­ــة األدبــيــ­ة سنينا عــن املـعـنـى الحقيقي للحداثة في العلم والصناعة والتقانة، فحوصرنا، حتى في عهد ما بعد الحداثة، في كهف اللغة واألدب، ولوال بقية من إسام لقلت أعادتنا، وإن بأدوات حديثة، لعصر الرجل الجاهلي الذي وجد نفسه في اللغة واألدب، فأنتج شـعـرا وِحكما أخاقية مثالية نــام فـي كهفها سنينا، وبالتبعية أصبح معظم إنتاجنا مما يعرض في فترينة التاريخ ومما يسمى نستولجيا فكرية. لـم أعتقد يـومـا بنظرية مــوت املـؤلـف بزعم النقاد، مع االعتراف بأهمية الفصل بني القول والقائل، املوت يفترض التغييب الكامل للمؤلف والتركيز على النص، وبرغم وجاهة املطلب إال أنه صعب املنال، يماثل فكرة املوضوعية في البحوث العلمية، أمور ال يمكن الحكم بقطعيتها كحدود فاصلة، هي موجودة بدرجة أو أخرى، والقارئ الجيد يتحكم في مفرزاتها وتأثيراتها فيحاول تحييدها. لم يلبث دعاة موت املؤلف من النقاد، أن فوجئوا بنظرية موت الناقد، كما بشر استفتاء النيويورك تايمز نهاية العام ،2011 أتــرك للسادة النقاد مهمة إنقاذ رؤوسهم، وأعود للمؤلف والكاتب. واملرء حقيقة ال يحتاج ناقدا لشرح النص أو تفسيره، القرآن الكريم مثا أفضل مفسر له هو القرآن ذاته كما قال حبر األمة رضي الله عنه، كذلك بقية النصوص، تفسر نفسها بمعرفة الـقـول وسياقاته وأقـــوال املـؤلـف األخـــرى. يمكن للقارئ املتمرس معرفة كاتب النص من النص، أضرب أمثلة مبسطة، وعليكم الـتـدرج في الصعوبة، للتراكيب اللغوية واستخدام مفردات ومصطلحات معينة. لو قرأت نصا واحدا للمنفلوطي ستتعرف على بقية نـصـوصـه، الـعـقـاد وطــه حسني يسهل التفريق بــني أسلوبيهما، وإن تبحرت أكثر ستتعرف على تراويح الثاني وسبكيات األول، عمق الــجــابـ­ـري يختلف عــن تـعـمـق الـطـيـب تــزيــنــ­ي، إســهــابـ­ـات حـسـن حفني مقارنة بمباشرة برهان غليون، وهكذا. السؤال: هل سنقف هنا، نكتفي بمعرفة األسلوب والتفكير واالتجاه، (كثيرون يبتسرون اهتمام أو تخصص املؤلف بوسم «اتجاه»). التوقف عند النص يفعله معظم القراء، آخرون تظل تطل عليهم بني صفحات الكتاب أو سطور املقالة ما يعرفه خارجيا عن املؤلف و«اتجاهاته»، فتتحول املعرفة إلى تصنيف ،Labeling وحتى هذه، أقول مضطرا، ال بأس بها، لكنها تتطور عند البعض لتصبح لوثة فكرية يهاجم بها هذا التوجه أو ذاك، بدال من االكتفاء بمعرفة التوجه للرد عليه أو اكتفاء لشره، كما يتعلم املرء لغة قوم.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia