الرياض وعمان .. 70 عاما من توافق الرؤى

لــم تـكـن الــعــاقــات الـسـعـوديـة - األردنــيــة يـومـًا مــا مـحـل تــســاؤل أو استفهام أو شك، إذ لطاملا أثبتت املواقف واأليام أن اململكتني توأم سياسي، بينهما من اتحاد املواقف والرؤى وانسجام التطلعات ما يؤكد أن األخــوة انتماء ال ادعــاء وال شـعـارات، وباألمس حل خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بـن عبدالعزيز ضيفًا على عمان لترتسم على الــوجــوه واملــامــح معاني الـحـب والــوفــاء والعرفان، وسعد الجميع بتقليده أرفــع وســام في األردن (قــادة الحسني بن علي). ويـــؤكـــد وزيــــر اإلعـــــام األردنــــــي الــســابــق صــالــح الـــقـــاب أن بعض العرب ال يعرفون مدى عمق العاقات السعودية - األردنية، وليس لديهم فكرة عن أن هاتني اململكتني الشقيقتني املتاصقتني توأم سيامي، إذ لـم تكن بينهما مشكات فـي أي يــوم مـن األيـــام. ولفت إلى أن السعودية بادرت عندما شعرت بضيق ميناء العقبة (املنفذ البحري األردنــي الوحيد) إلـى التنازل عن جـزء من أراضيها على البحر األحمر لتوسيع هذا امليناء الذي هو شريان حياة اقتصادي ضــروري بالنسبة لــألردن التي لـوال هـذا املنفذ املائي لكانت دولة قــاريــة مـغـلـقـة، وعـــد الـسـعـوديـة جـــدار االســتــنــاد الـرئـيـسـي لألردن، والشقيق الصادق الحريص املخلص، بقدر ما بقي األردن الحارس الساهر على الحدود الشمالية لهذا الشقيق ومنع تسريب وتهريب كـل مـا يهدد أمــن السعودية أو يضر بها وباقتصادها مـن ساح ومتفجرات وتجارة محرمة وقاتلة مثل املخدرات. وأضاف «ولعل ما يبعث على االفتخار واالعتزاز أن هذه املسألة لم تخضع في أي يوم من األيام ال لابتزاز وال للمساومة على غرار ما تفعله بعض الدول العربية مع أشقائها األقربني واألبعدين». ولفت إلــى أنــه فــي عــام ٨4٩1 كـانـت أوضـــاع األردن االقـتـصـاديـة مربكة ومتهاوية ولـم تجد إال الطود الشامخ امللك عبدالعزيز آل سعود الذي سارع بكل اإلمكانات املتوافرة، وكانت في ذلك الوقت ال تزال شحيحة، لضمان استقرار دولة شقيقة زادت مستجداتها اإلقليمية، إضـافـة لظروفها الـداخـلـيـة فـي مـآزقـهـا السياسية واالقتصادية. وزاد أن «السعودية كانت املبادرة إلرسـال قـوات إلى األردن بقيت ترابط على األراضي األردنية لسنوات الحقة طويلة»، مشيرًا إلى أن املواقف املشرفة تحضر في ذهن كل أردني، كما أن التاريخ الطويل من املساندة األخوية الصادقة سطر بمداد من نور ما بني البلدين من توافق وتكامل. ويؤكد الكاتب نصر املجالي أن قلوب األردنـيـني استقبلت الزائر الكبير بكل الحب واألمل والتطلع للمستقبل استنادا آلفاق املاضي العريق في العاقات بني أبناء الشعبني السعودي واألردني الواحد، مشيرًا إلى أن األردنيني على مختلف فئاتهم وأعمارهم ومواقعهم ينظرون إلى امللك سلمان بن عبدالعزيز على أنه (صاحب بيت) له مكان واسع في ذاكرتهم، ووجوده بينهم يجسد التاريخ والعراقة والتجديد. واستعاد املجالي قول امللك سلمان «األردن بيتي وامللك عبدالله واحد من أوالدي».