«العال- تبوك».. املوت يستوطن هنا
تـخـتـزن ذاكـــرة سعيد املــورعــي الحادثة املؤملة التي فقد فيها شقيقه ناصر على طريق العال- تبوك، على الرغم من مضى نــحــو ســبــع ســـنـــوات عــلــيــهــا، إذ أشــــارت التحقيقات األولـيـة للحادثة آنــذاك إلى ارتـــطـــام مــركــبــة شــقــيــقــه بـــأخـــرى وجها لـــوجـــه، إثــــر املــنــحــنــيــات الـــخـــطـــرة التي تــنــتــشــر فـــي الـــخـــط، فــضــال عـــن افتقاده لوسائل السالمة وعدم ازدواجيته. وذكـــر املــورعــي أنــه ال ينسى حــن نقلت جــثــة شـقـيـقـه إلـــى املـــنـــزل، حـيـنـهـا عاش أفـــراد األســـرة صـدمـة كـبـيـرة، خصوصا الوالد والوالدة، الفتا إلى أن أمه سقطت مغشيا عليها، ولم تفق من الغيبوبة إال بعد أن نقلت للمستشفى ومكثت فيها أياما عدة، في حن احتسب األب وتسلح بالصبر واإليمان بالقضاء والقدر. وقــــال املـــورعـــي: «رحــيــل شـقـيـقـي ناصر بتلك الطريقة، أدخلنا فـي أزمــة كبيرة، خصوصا أنه كان شابا مفعما بالحيوية والـــنـــشـــاط، واملــــبــــادرة إلـــى فــعــل الخير، ومــســاعــدة الـجـمـيـع والــرفــق بالضعفاء واملــحــتــاجــن»، متمنيا تــــدارك الوضع، وإنـــهـــاء خــطــر طــريــق الــعــال-تــبــوك الذي يزيد خطره يوما بعد آخر. ولـــم يــكــن املـــورعـــي الــوحــيــد، الــــذي نبه إلــى الخطر املتفاقم على طـريـق العالتبوك التي يمتد على 250 كيلو مترا، فـكـثـيـر مــن األهـــالـــي شــكــوا مــن املعاناة الـــتـــي يــعــيــشــونــهــا أثـــنـــاء ســيــرهــم على طريق العال- تبوك، إذ تنتشر املنحنيات الــــخــــطــــرة، وغــــيــــاب وســــائــــل السالمة، إضافة إلى افتقاده لالزدواجية، وباتوا يـــتـــرقـــبـــون بــلــهــفــة إلــــــى الـــتـــســـريـــع في إنجاز الطريق املــزدوج واملزمع تنفيذه مـــن تــبــوك إلـــى املــديــنــة املـــنـــورة، مرورا بــمــحــاذاة الـــعــال، لــوضــع حــد للحوادث القاتلة وحقن الدماء التي تراق بكثافة عليه. وعـــزا محمد عـبـدالـلـه الـقـاضـي خطورة الــطــريــق إلـــى أنـــه مــســار واحـــد ويخترق عددا من القرى والهجر، إضافة إلى أنه يعيش حركة دائبة على مدار الـ42 ساعة متسائلن بالقول: «متى تتحرك وزارة النقل وتستبدل بتلك الـطـرق الزراعية، مـــــســـــارا مـــــــزدوجـــــــا، مـــصـــمـــمـــا بأحدث الوسائل ويزود بوسائل السالمة يمضى فيه العابرون بهدوء وسالم». وشــــدد عــبــدالــلــه الــصــبــحــي عــلــى أهمية تـــــدارك الـــوضـــع وحــقــن دمــــاء العابرين عليه وسـرعـة العمل على إعــادة تأهيله وتـــــزويـــــده بـــوســـائـــل الـــســـالمـــة ومراكز إسعافية «الهالل األحمر». واستاء أحمد النجدي وإبراهيم خميس وعـبـدالـلـه الــعــالوي وســالــم الـبـلـوي مما اعتبروه إهمال وزارة النقل لطريق العال – البريكة تبوك، خصوصا أنه يمر على املناطق السياحية والتراثية كما يخترق كثيرا من القرى والهجر، الفتن إلـى أن األهالي يقطعون الطريق باستمرار من الـجـنـوب للشمال والـعـكـس مـــرورا بهذا الطريق وكذلك طالب املدارس واملعلمن واملعلمات. واتفقوا على أن أهمية الطريق لم تشفع لــه لــدى وزارة الـنـقـل بــتــزويــده بوسائل الــســالمــة وتــطــويــره لـيـصـبـح مزدوجا، مشيرا إلى أن األخطار تتفاقم فيه للجوء الشاحنات واملركبات الكبيرة إليه، هربا مــن املــيــزان عـلـى طــريــق املــديــنــة املنورة تيماء تـبـوك، وتكثيف الـرقـابـة املرورية فيه. وشــــكــــا عـــبـــدالـــلـــه الـــعـــتـــيـــق مــــن انتشار اإلبــل والـحـيـوانـات السائبة الـتـي تقطع الطريق وتسببت في الـحـوادث القاتلة، مطالبا وزارة النقل باالهتمام بالطريق وتوسعته واستكمال مشروع ازدواجيته، ليصبح مسارين، وتشييد سياج وحاجز تمنع وصول الحيوانات إليه.