Okaz

االبتكار في رؤية 2030

- علي العثيم عضو مجلس إدارة غرفة الرياض - رئيس اللجنة الوطنية لشباب األعمال ‪- Email:‬ up2020@hotmail.com

يقول آينشتاين إن «الخيال أهم من املعرفة»، والخيال هو املحفز لابتكار، واالبتكار هو األساس القتصاد املعرفة القادر على توليد وتوظيف املعرفة ودمجها في منظومة اإلنتاج وتحويلها إلى قوة منتجة لتحقيق النمو املــســتـ­ـدام، وهــو مــا يـعـد أحــد أهــم مستهدفات بـرنـامـج الـتـحـول الوطني لتحقيق رؤية اململكة ،2030 وفي اعتقادي أن تحسن ترتيب اململكة على مؤشر االبتكار العاملي GII الذي يشير إلى وجودها في املركز 49 من بن 128 دولة في العام ،2016 يمثل تحديًا حقيقًا لقدرة املؤسسات التعليمية على توفير رأس مال بشري يتميز بالجودة والكفاء ة والتنوع كونه األساس لقاعدة اقتصادية أكثر اتساعًا، ومحورًا رئيسيًا في تهيئة نظام أيكولوجي ecosystem قادر على تحقيق أهداف الرؤية، وبدونه ستفرغ الرؤية من مضمونها باعتبار أن رأس املال البشري القادر على االبتكار وتحقيق قيمة مضافة هو ما تبني عليه األمم تقدمها، لذلك فإن تعزيز ثقافة االبتكار باملجتمع، واعتماده كمؤشر رئيسي لتقييم األداء في كافة القطاعات واملؤسسات وعلى رأسها التعليم أصبح ضرورة ملحة في ظل الرؤية، كون التعليم هو املورد الرئيسي الذي يعول عليه لضخ املعرفة واالبتكار في شراين االقتصاد الوطني، وعلى الرغم من أن ميزانية التعليم باململكة تامس %7.5 من الناتج املحلي اإلجمالي، في حن أن املتوسط العاملي ال يزيد على ،%4.4 وعلى الرغم من أن لدينا العديد من املشروعات والبرامج واملـبـادر­ات من أجل تهيئة مخرجات وجــودة تعليم تتوافق مع متطلبات التنمية، فا زالت البطالة تسجل %11.6 نصفهم تقريبًا من حملة املؤهات العليا، كما أن اململكة في املركز 54 من بن 140 دولـة على مؤشر جـودة التعليم عامليًا، وفي اعتقادي أن الخلل يكمن بداية في الثقافة السائدة بـأن التعليم هو مجرد وسيلة للحصول على شهادة وفرصة عمل، بينما الواقع أن التعلم يجب أن يكون عملية مستمرة الكتساب املعرفة وتحفيز االبتكار يواكبها تدريب عملي الكتساب الخبرات واملهارات التي يحتاجها سوق العمل، كما أننا الزلنا نعتمد في مناهجنا على الحفظ والتلقن بينما من الضروري اتباع منهجية تعتمد بشكل أكبر على الفهم والتحليل واالبتكار واإلبداع املرتبط بحل املشكات، أضف إلى ذلك أن البنية التحتية والوسائل التعليمية في عدد كبير من مدارس التعليم العام تحتاج إلى تحديث وتطوير. إن ضعف قدرة القطاع الخاص على استيعاب مخرجات التعليم العالي يرجع باألساس إلـى نوعية تلك املخرجات من حيث املهارة والتخصص، واإلحصاء ات تشير إلى تدني نسبة خريجي التخصصات العملية كالطب والهندسة والصيدلة وعلوم الكمبيوتر وتكنولوجيا املعلومات في مقابل فائض كبير في تخصصات الشريعة والدراسات اإلسامية واللغة العربية والعلوم اإلنسانية، بينما %14 فقط من خريجي الثانوية يتجهون إلى التعليم الفني في حن أن املتوسط العاملي ،%40 كما أن منظومة التعليم لدينا تركز على املعارف أكثر من تركيزها على املهارات عكس الدراسات التي أثبتت أن النجاح في سوق العمل يتطلب %15 من املعارف واملهارات األساسية ‪hard skills‬ في مقابل %85 قدرات ومهارات شخصية ‪،soft skills‬ أضف إلى ذلك عدم قدرتنا على اكتشاف عناصر التميز في العنصر البشري السعودي لنبني عليها خططنا وأهدافنا اإلستراتيج­ية كما في العديد من الدول كالهند التي تفوقت في صناعة البرمجيات نتيجة أنها استفادت كثيرًا من تميز العنصر البشري لديها في هذا املجال، كذلك أعتقد أن اعتماد مؤشر االلتحاق بسوق العمل كمعيار وحيد لقياس جودة وفاعلية التعليم لم يعد منطقيًا في ظل الـرؤيـة، بل غير معبر عن القيمة الحقيقية لــرأس املال البشري واملعرفي الناتج عن التعليم، حيث يتعن اعتماد مسار العمل الحر كمعيار مواز قادر على استيعاب الخريجن، وهو ما يتطلب إدخال برامج متخصصة ضمن املناهج الدراسية للطاب الكتشاف وصقل مهاراتهم الريادية، أيضًا من الضروري إيجاد آلية لربط مراكز البحث العلمي بقطاع األعمال من أجل تحويل البحوث واالختراعا­ت إلى منتجات معرفية ذات قيمة مضافة، وكذلك العمل على تعظيم االستفادة من الكوادر واملؤسسات العلمية الوطنية املميزة، إن في تحسن البيئة التعليمية املحفزة لإلبداع واالبتكار وتعزيز قـدرة نظام التعليم على تلبية متطلبات التنمية واحتياجات سوق العمل كهدف إستراتيجي لــوزارة التعليم في برنامج التحول الوطني 2020 أمـا في غد أفضل، نتطلع فيه ألن نرى علماء ومبتكرين سعودين في مجاالت ذات تأثير في تقدم األمم كالفيزياء الذرية، وكيمياء البوليمرات، والنانو تكنولوجي، وعلوم الفضاء، وأن نرى أبناءنا يقتحمون مجاالت كالطب النووي، والعاج باإلشعاعات، والهندسة النووية والليزر وتكنولوجيا األسلحة وغيرها من العلوم الحديثة، نريد أن نراهم رواد أعمال يبهرون العالم بأعمالهم في الوقت الــذي نـرى منهم فنين مهرة في التشغيل واإلنـتـاج والصيانة، إنني على ثقة في أن شبابنا قــادر على قيادة نهضة هـذا الوطن ومستقبله املشرق بإذن الله، فهم عدته وعتاده وثروته الحقيقية.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia