الرجل هو املعيار!

كلما أراد احد أن يثني على ما تكتبه املرأة، لم يجد ثـنـاء أفـضـل مـن قــول: «إن األدب الــذي تكتبه املرأة صار مرادفا لألدب الذي يكتبه الرجل»، أو «إن املرأة بلغت مستوى في الكتابة يضع ما تكتبه جنبا إلى جنب مع ما يكتبه الرجل»، أي أن سقف التميز في كتابة املرأة هو بلوغ مستوى ما يكتبه الرجل! مـا يكتبه الـرجـل هـو املـعـيـار، وكلما حققت املرأة بـلـوغ ذلــك املـعـيـار، دلـلـت على تميزها! هــذا يعني أن على املـرأة، أن تحصر طموحها في نطاق بلوغ مستوى كتابة الـرجـل، وليس بلوغ مستوى أعلى من الجودة! بل حتى هذه، هناك من ال يزال يجادل في أن املرأة ال يـمـكـن أن (تـــجـــاري) الــرجــل فــي مـسـتـوى إبداعه وتميزه، وأنها مهما أبدعت وأجــادت، ال يمكن ان يرقى أداؤها إلى مستوى أداء الرجل. وهذه الفكرة ترتبط بالنظرة التقليدية املتوارثة، التي تفترض (جازمة) أن قدرات املرأة الفطرية أقل وأضعف من قدرات الرجل، وأنه لذلك من املستبعد نجاح املرأة في أمر يصعب على الرجل النجاح فيه، وكم تردد على أسماعنا قول (هذا أمر صعب على الرجال، فما بالك بالنساء)! فالقاعدة هي أن تكون قدرة الرجل مرجعا لقياس قدرة املرأة! تقدم املــرأة وتميزها فـي أي مجال يقاس مقارنة بما لدى الرجل، سواء في الفكر، أو األدب، أو إتقان العمل، أو في سمات الشحصية كالثبات والشجاعة والصبر، أو القدرة على املحاجة أو حمل املسؤولية، ومـن هنا يتكرر عند الثناء على املــرأة قـول (امرأة بألف رجل)، أو (في جوفها قلب رجل) عند وصفها بالشجاعة أو الفصاحة. أما قمة الثناء على املرأة فتتجسد فـي قــول (إن املـــرأة وصـلـت إلــى مـا وصل إليه الرجل)! السؤال املهم، ما أثر هذا الثناء املبني على املقارنة بالرجل، على تقدم املــرأة؟ في الغالب نجد النساء فـــي رد فـعـلـهـن تــجــاه ذلـــك يـنـقـسـمـن إلـــى فريقن: أحـدهـمـا يـسـر بمثل هــذا الــثــنــاء، ويـــرى فـيـه دليا وإقرارا بتميز املرأة، فتجعل املرأة همها مواكبة ما ينتجه الرجل وتقنع أو تفخر بأنها بلغت مبلغه في جودة األداء. والــفــريــق اآلخــــر، يــســوءه مــثــل هـــذا الـــقـــول، ويرى فيه انتقاصا لقدرات املرأة أن يربط سقف قدراتها بـقـدرات الـرجـل، ومتى تـجـاوزت جــودة أدائـهـا تلك القدرات، نظر إليها كأعجوبة تثير الدهشة! لم ال ينظر إلى املرأة على أنها بشر، تتجسد فيها القدرات الفطرية التي وهبها الخالق لخلقه؟ للتواصل أرسل sms إلى 88548 االتصاالت 636250, موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة