Okaz

وماذا عن سيف الطالق؟!

-

يتحدث بعض املحامني بني الفينة واألخرى عن قضايا تصلهم تتضمن شكوى نساء من بعولتهن وأن الواحدة منهن تشارك بعلها في بناء عقار أو إنشاء محل تجاري وتدفع له من دخلها الـشـهـري الوظيفي ومـمـا ادخــرتــه على مــدى ســنــوات مـئـات أو عـشـرات اآلالف مـن الــريــاا­لت لتمويل املـشـروع املشترك دون أن توثق ما تدفعه كتابيًا، لتتفاجأ بعد ذلك أنه لم يكتف بإنكارها حقها بل قد يعمد إلـــى قــهــرهــ­ا بـــالـــز­واج عـلـيـهـا وإســـكـــ­ان الجديدة، وربما اسـتـبـق خــطــوة الــــزواج بتطليقها لينعم الجديد» دون مزاحمة من أحد! وغالبًا ما يحمل اإلخـوة املحامون النساء مسؤولية تفريطهن في حقوقهن، ويبلغون الشاكية الباكية أن دعواها ال تسندها بينة من وثائق ومستندات، وأن من أباح لنفسه الغدر بها وأكل حقها لــن يــتــورع حـتـى عــن إطـــالق يـمـني غــمــوس فــي املحكمة منكرًا أي حق لها لديه، وقد تؤدي شكواها إن كانت لم تزل على فراشه إلى تطليقه لها، ناصحني الشاكية بعدم تقديم دعوى ألن القاضي سوف يطالبها بالبينة في جميع األحوال. وما يتطرق إليه املحامون من مظالم قد تقع ضد نساء عامالت يقنعهن بعولتهن بــاالشــت­ــراك معهم فــي عــمــارة أو تــجــارة ثم يكون الغدر وأكل أموالهن بالباطل أمر واقع ومعروف ومتداول اجتماعيًا، ولكن إلقاء اللوم على النساء واتهامهن بأنهن وراء التفريط في حقوقهن دون األخــذ في االعتبار املالبسات التي اضطرتهن إلى الخضوع إلرادة بعولتهن والخوف من إغضابهم أو االعـتـراض على إرادتـهـم القاهرة، يعد ظلمًا اجتماعيًا آخر يضاف إلى ما قد يوقعه بعض البعول من ظلم على نسائهم. إن املجتمع لألسف الشديد ينمي في الفتيات الشعور بالخوف الشديد من الرجال ومن «سيف الطالق»، وتوصف املرأة املطلقة العائدة إلى أسرتها كبيرة كسيرة لتتلقاها في كثير من األحيان نــظــرات عـــدم الــرضــا أو الـشـفـقـة واألســـــ­ى فــي أحــســن األحـــــو­ال، توصف بأنها مثل قطعة اللحم «العفنة»، وبعد أن كانت قبل زواجها االبنة املدللة تصبح بعد طالقها ثقيلة الظل مراقبة في تحركاتها موضع ريبة حـتـى يـضـيـق الــخــنــ­اق عليها لتصبح فــي األســــر االجتماعي ضجيعة الهم والغم وقوة نظرات املجتمع، وهذا التعامل القاسي مع املطلقة مهما كانت أسباب طالقها وأنها قد تكون مظلومة في ما حصل، جعل النساء يخشني من سيف الطالق ويسكنت على حقوقهن املنتزعة من قبل بعولتهن الذين ال يخافون الله فيهن، ألن الواحدة منهن تخشى غضب بعلها إن هي طالبته بسند استالم مبلغ قدمته له لتشاركه في بناء عمارة أو إنشاء تجارة، ولذلك فـإن املجتمع بمفاهيمه القاسية يتحمل مسؤولية ما يحصل من هضم مادي أو معنوي لحقوق املرأة.. ولكن الله فوق الجميع!. الــجــديـ­ـدة بـعـد فـــي العمارة ذلــك «بالفراش

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia