«فأس» ترمب على رأس خامنئي
يمكن الجزم أن النظام اإليراني ال ينام منذ أن تولى ترمب إدارة الحكم في الواليات املتحدة، بل إن هناك حالة من الفزع والخوف، حــيــال مــا تخبئه اإلدارة الــجــديــدة الــتــي بـــدأت مــن األيــــام األولى بتحديد املسار حيال طهران، على قاعدة سياسية وأيديولوجية ثابتة أن إيران الدولة اإلرهابية األولى في العالم، وما تبعه من تصريحات مشابهة من القادة الكبار في اإلدارة األمريكية. لقد عكست تصريحات نائب رئيس هيئة أركان القوات املسلحة اإليـــرانـــيـــة الــبــريــجــاديــر جـــنـــرال مــســعــود جــــزائــــري، بأن الواليات املتحدة ستكون مسؤولة عن أي اضطرابات في الخليج العربي، حالة من الهلع اإليراني داخل أروقة الحكم مما تفكر فيه إدارة الرئيس ترمب تجاه هذه اإلدارة املارقة على القانون الدولي. وبينما تعاملت البحرية األمريكية بالهدوء التام حيال اقتراب الـــزوارق اإليرانية أخيرا مــن السفن األمـريـكـيـة املتجهة نحو دعــم معركة «داعــــش»، إال أن النظام اإليراني أراد أن يذكر اإلدارة االمريكية بالحادثة في إطار جس النبض لها. خـط التماس الوحيد املباشر بـني إيـــران والــواليــات املـتـحـدة، هو مياه الخليج العربي ومضيق هرمز املمر اإلستراتيجي للسفن األمــريــكــيــة؛ لـــذا تـعـمـد إيــــران فــي كــل مـــرة إلـــى املــشــاكــســة بــــزوارق كرتونية، يكفيها صــاروخ أمريكي واحـد لردعها وتحويلها إلى قطع متناثرة في الخليج، إال أنه على ما يبدو لم تحن بعد اللحظة األمريكية لتكسير رأس املاللي، لدواعي األولويات العسكرية في املنطقة، إال أن الثابت أن إيران تأتي في املرتبة الثانية بعد القضاء على «داعش»، وهي تتعامل مع اإلدارة األمريكية بالنفس القصير - للمرة األولى- لتستعجل مصيرها في هذه اإلدارة، وهي على ما يبدو مستعدة للحظة وقوع «فأس ترمب» على رأس خامنئي، إال أنها تريد استفزاز أمريكا ملعرفة مدى حجم الرد األمريكي. ظهرت فـي اآلونــة األخــيــرة، عــدة تقارير مـوثـوقـة، تفيد بــأن ثمة خالفات عميقة داخـل النظام اإليراني، حول طريقة التعامل مع إدارة ترمب، منهم من يقول إن على إيران الصمت والتقوقع، كون إدارة ترمب تسير وفــق أولــويــات صـارمـة، وقــد بــدت أجندة ترمب واضـحـة مـن خـالل عمليات اإلنزال ضـد الـقـاعـدة فـي اليمن، وكـذلـك الـدفـع بقوة لحسم املعارك ضد داعـش في سورية والعراق، بينما يرى طرف آخر وهو على األرجح أنه الفريق الــــذي يــقــود الــســيــاســة الــخــارجــيــة اإليرانية اآلن، أنه ال بد من املكابرة ورفع مستوى املـــواجـــهـــة مـــع واشــنــطــن ألعــلــى درجة السـتـكـشـاف أعــمــاق هـــذه اإلدارة، وفي كلتا الحالتني في النقاشني الدائرين، ثمة كــابــوس واضــح يسيطر على هذا النظام مـن إدارة تـرمـب، وال أحــد يعلم حتى اآلن متى تأتي ساعة إيـران، إنها مسألة أولويات وزمن، ليس إال.