Okaz

الفايدي.. «بداوة» فطرية رفضت أنصاف حلول الصحافة

- طالب بن محفوظ (جدة) @okaz_onlie

عــنــدمــ­ا يــفــقــد الوسط اإلعــــــ­المــــــي صحفيا وكــاتــبـ­ـا مــثــل محمد الـــــــف­ـــــــايـ­ــــــدي (تـــــوفــ­ـــي الجمعة بعد معاناة مــــــــع املـــــــ­ــــــــــ­ـرض)، فـــــإن ذاكرة املتلقي ال تنسى الـــرمـــ­وز الـــذيـــ­ن رسخوا الــواقــع­ــيــة فـــي كتاباتهم، ونـــــقــ­ـــلـــــو­ا هـــــمـــ­ــوم املجتمع وشــجــونـ­ـه إلـــى املـــســـ­ؤول بصدق دون مواربة. ذلك ما أجمع عليه أغلب قرائه وزمالئه الكتاب واإلعالمين، موضحن أنه تقمص شخصيات البسطاء في مقاالته وأعماله الصحفية بمهنية عالية وقدرة على تقديم مادة صحفية مميزة. ورأى الكثير ممن زاملوه في «مهنة املتاعب» أنــــه كــــان مــثــاال صــحــفــي­ــا مميزا، بــقــلــم رقـــيـــق وجــــــــ­ريء، فكان كـــمـــا ســــمــــ­ي «ترمومتر» الصحافة املحلية، وألن «الــــصـــ­ـحــــافــ­ــة» تجري فـــي عـــــروق الفايدي، فـــــــإن­ـــــــه لــــــــم يستطع تـركــهـا لـيـعـود إليها مـــرة أخــــرى ويستمر بــــــهــ­ــــا نــــــصــ­ــــف قـــــــــ­رن، مـــتـــنـ­ــقـــال فــــــي صحف مـــحـــلـ­ــيـــة عــــــــد­ة مــــحــــ­ررا وكـــاتـــ­بـــا، فــتــخــص­ــص في كتابة «اللقطات الصغيرة» (ال تتجاوز 10 كلمات)، ليضع بها بصمة في كتابة هذا الفن من العمل الصحفي. مــع أنــه عــاش طـفـولـة قـاسـيـة بـعـد وفـــاة والده مـــنـــذ والدتـــــ­ــــه، إال أن الـــلـــه هـــيـــأ لــــه مــــن يقوم بتربيته (مهنا القوفي)، ولكنه ما لبث أن دخل الصحافة من أبوابها الواسعة، بدأ بها مخبرا صحفيا، يكتب الخبر فيأخذه «املجيز» ويرمي به في سلة املهمالت، إلى أن أصبح مسؤوال عن الصفحة األخيرة من «عكاظ». مـوهـبـتـه وحــمــاسـ­ـه وعـشـقـه لـلـصـحـاف­ـة، أطلق «املــارد» في داخله، ليجول في عالم الصحافة والكتابة، ومع ذلك اعتبر أن مهنة الصحافة إذا امتهنها «الجاد» فهي «موجعة»، فوجد نفسه في إحدى املرات مطرودا منها، ولم يجد سوى فتح «بقالة» لبيع املواد الغذائية، التي تحولت فيما بعد إلــى تجمع للصحفين لقربها من شـــارع الـصـحـافـ­ة، إلــى أن أغـلـقـهـا، وألن عشقه لــلــصــح­ــافــة لـــم يــنــتــه، فـــإنـــه عــمــل فـــي الشركة الوطنية للتوزيع ليشم منها راحـة الصحافة من خالل شركة توزع الصحف. ذلك الصحفي الذي يحمل «البداوة» الفطرية، جعل مـن نفسه ضمير مهنة يـرفـض أنصاف الـــحـــل­ـــول فــــي مــهــنــة الـــصـــح­ـــافـــة، ولــــذلــ­ــك فهو يـؤكـد أن «مــن يـريـد امـتـهـان الـصـحـافـ­ة الحقة عليه أال يفكر فيمن يحبه أو يكرهه، إذا كان الــهــدف معالجة مـشـكـالت املجتمع بـعـيـدا عن الشخصنة».

 ??  ?? محمد الفايدي
محمد الفايدي

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia