مبادرات وزارة العدل والهروب إلى األمام
ال أجد جملة أدق من (مخيب لآلمال) لوصف مبادرات وزارة العدل الخمس التي أطلقتها ضمن مبادرات التحول الوطني 0٢0٢؛ ألنــهــا تــؤكــد أن الــــــوزارة الزالــــت بـعـيـدة عــن مامسة املعضات الحقيقية فـي أداء املؤسسات العدلية، فاختارت أن تــحــوم حـــول الـحـمـى وتـطـلـق مـــبـــادرات تـعـالـج الهوامش وال تتصدى للمنت، ومع ذلك فإن معظم تلك املبادرات معاد تدويرها ألنها مطبقة بالفعل، مثل مشروع التوثيق واملعتمد على إسناد بعض أعمال كتابات العدل إلـى املحامني، وهو مشروع مطلق قبل إعان الرؤية وقبل اإلدارة الحالية لوزارة العدل، ولم يكن دور لهذه اإلدارة إال تدوير هذا املنجز القائم، كما أن ما أسمته الـــوزارة تأمني أماكن مراكز لتنفيذ أحكام الـــزيـــارة والــحــضـانــة بـــدال عــن مــراكــز الــشــرطــة وهـــي مبادرة ابتكرتها جمعية مودة عام ٢١0٢ ومنفذه منذ فترة في كثير من القضايا وال عاقة لوزارة العدل في ابتكارها على اإلطاق إال أنها أرادت أن تتشبث بها وقتما أعيتها الحيلة وعجزت عن إيجاد مبادرات حقيقية تامس الوظيفة الحقيقية لوزارة العدل، كما أن ما أسمته بكتابات العدل املتحركة والتي تخدم السجناء وغيرهم موجودة هي األخرى من خال كاتب عدل مكلف في كل إصاحية يقوم بخدمة النزالء وهذا معمول به منذ عقود من الزمن كعمل أساسي من أعمال وزارة العدل. هــل يـتـصـور أن وزارة ســيــاديــة وتــقــدم أعــمــاال أســاســيــة في الــرؤيــة االقـتـصـاديـة للبلد وتعلن أن مـن مـبـادراتـهـا (خدمة ســداد اإللكتروني فـي تنفيذ األحــكــام) وتـسـاق هــذه املبادرة الهزيلة في رؤية بحجم وطموح رؤية 030٢؟ فمتى كان سداد األموال املحكوم بها معضلة تحتاج إلى مبادرة؟. إن ما يعني املتخاصمني أمام القضاء هو عدالة ناجزة ألن ذلك هو (املنت) وأمـا كيف ينفذ الحكم القضائي فهو هامش ال يعني شيئا وال يشكل أي أهمية للناس. وإذا استمرت الوزارة على تدوير املنجزات القائمة وعرضها مزينة بالجرافيكس فـي وسـائـل الـتـواصـل االجتماعي فقد تصل إلى إعان مبادرة أن املحاكم ستفتح أبوابها من الساعة الثامنة صباحا إلى الثانية ظهرا عدا أيام اإلجازات الرسمية
للدولة، وكما قيل قديما: عش رجبا ترى عجبا.