السعوديون يشترون 4 ماليني تذكرة سينما في البحرين!
يـقـول مـصـدر فــي شـركـة سينما الـبـحـريـن، إن السعودين يشترون عبر «االون الين»، ما يزيد عـلـى أربــعــة مــايــن تــذكــرة ســنــويــا، مــن حجم خمسة ماين تبيعها الشركة عبر منافذها، مستدركا، أن ذلك يتم بمختلف القنوات اإللكترونية، ويتثبت منها من خال معرفة مصدر بطاقة «الكريدت كارد»، ومواقع أوامر الشراء، القادمة بالطبع من مدن سعودية. مشيرا إلى أن السعودين يبتاعون تذاكرهم قبل وصولهم املــنــامــة، ألنــهــم يــأتــون كــعــائــات ومــجــمــوعــات، وبالتالي يتأكدون من حجز أفامهم ومقاعدهم، مع ماحظة، أن هناك الكثير منهم يشترون من الشبابيك مباشرة، بعد وصولهم ململكة البحرين، أي أن العدد ربما يتجاوز ذلك بكثير. يا له من خبر مثير، لكنه بالتأكيد غير مفاجئ أبــدا، فهو يؤكد األرقام املنشورة، عن تقاطر ماين السعودين سنويا لـلـبـحـريـن، يــذهــبــون فــي أغـلـبـهـم لـلـتـرفـيـه، بـحـثـا عــن املتع البريئة، ومنها حضور فنون السينما. نــحــن نــتــحــدث هــنــا عـــن الــبــحــريــن فــقــط، فــكــم هـــي املاين األخـــــرى، مــن الــســعــوديــن، الــذيــن يـتـكـبـدون مــشــاق السفر، والتكاليف العالية، في طريقهم لدبي والكويت، والقاهرة، وبقية عواصم الترفيه، بحثا عن «حياة» لهم وألسرهم. لعل من املفارقات املضحكة، أن السعودين يدفعون أغلى تــذكــرة سينما فــي الــعــالــم، فـالـتـذكـرة يــضــاف عليها قيمة الـتـنـقـل، والــطــيــران، والــســكــن، والــطــعــام، انـتـهـاء إلــى صالة السينما، فإذا كان املشاهد حول العالم، يدفع عشرة دوالرات ثمنا لــلــدخــول، فمواطننا الـغـلـبـان، يـدفـع آالف الــــدوالرات ملشاهدة فيلم واحد. عاقة السعودين بالسينما، وجدانية وعاطفية جدا، مليئة بالحرمان، وتكبد املشاق للوصول إليها، فقد عرفوها في وقـت مبكر، مع دخـول شركة الزيت العربية «أرامـكـو»، إلى الحياة العامة، فـي األربعينات مـن الـقـرن املـاضـي، منشئة دورا للسينما داخل مرافقها، خدمة ملوظفيها وعائاتهم. ثـم تـمـددت تلك الثقافة للمدن السعودية األخـــرى، خاصة الــريــاض والـــدمـــام وجـــدة والــطــائــف، ووصـــل عـــدد صاالت السينما للعشرات، منها الحديث، ومنها البسيط، بل كانت في طريقها للتحول لصناعة متكاملة، تغذيها استثمارات، وعوائد مجزية. احــتــضــنــت الــســيــنــمــا بــعــض الـــعـــائـــات الـــتـــجـــاريـــة، التي تخصصت فـي ذلــك الـنـشـاط، وأنـشـئـت صــاالت على الطرز العاملية، خاصة في جدة، إضافة لبعض األندية الرياضية الشهيرة، التي حققت موردا ماليا مهما لها. كان ذلك تاريخ االنتشار، أما املغادرة املؤسفة، فتعود لبداية الـثـمـانـيـنـات املــيــاديــة، مــع خــضــوع املـجـتـمـع واستسامه لاختطاف الحركي، وتخليه عن أحامه الحضارية، التي كــان قــد أنـجـز واجـبـاتـهـا، وهضمها قـبـوال وتــعــودا، طوال عقود. تقويض السينما من الحياة العامة، لم يكن خيار الناس، بل كان تماشيا مع التغير في النظرة للمختلف عليه، والنأي عـن احـتـرام خـيـارات الـنـاس، املـواطـن لـم يستسلم، بـل وجد حلوال عابرة للحدود، وذهــب إليها في الـخـارج، ما يعني تبديل األقنعة، مع كل تحرك جغرافي. الــســؤال هــنــا، كـيـف تــعــود مـــرة أخــــرى، كــل املـــؤشـــرات تؤكد أن املجتمع يرغب بشدة فـي رؤيــة السينما فـي مـدنـه، لكن ذلـــك يتطلب حــلــوال مـبـتـكـرة، تــكــون قــــادرة عـلـى استيعاب كل االشتراطات، وخلق مقاربات توافقية، منها النظر إلى تجارب قريبة منا، فقطر والبحرين والكويت، لديها تجارب ثرية، ملبية كل املعايير، يمكن االستفادة منها للعبور اآلمن لعالم السينما.