Okaz

السعوديون يشترون 4 ماليني تذكرة سينما في البحرين!

- @massaaed m.assaaed@gmail.com

يـقـول مـصـدر فــي شـركـة سينما الـبـحـريـ­ن، إن السعودين يشترون عبر «االون الين»، ما يزيد عـلـى أربــعــة مــايــن تــذكــرة ســنــويــ­ا، مــن حجم خمسة ماين تبيعها الشركة عبر منافذها، مستدركا، أن ذلك يتم بمختلف القنوات اإللكتروني­ة، ويتثبت منها من خال معرفة مصدر بطاقة «الكريدت كارد»، ومواقع أوامر الشراء، القادمة بالطبع من مدن سعودية. مشيرا إلى أن السعودين يبتاعون تذاكرهم قبل وصولهم املــنــام­ــة، ألنــهــم يــأتــون كــعــائــ­ات ومــجــمــ­وعــات، وبالتالي يتأكدون من حجز أفامهم ومقاعدهم، مع ماحظة، أن هناك الكثير منهم يشترون من الشبابيك مباشرة، بعد وصولهم ململكة البحرين، أي أن العدد ربما يتجاوز ذلك بكثير. يا له من خبر مثير، لكنه بالتأكيد غير مفاجئ أبــدا، فهو يؤكد األرقام املنشورة، عن تقاطر ماين السعودين سنويا لـلـبـحـري­ـن، يــذهــبــ­ون فــي أغـلـبـهـم لـلـتـرفـي­ـه، بـحـثـا عــن املتع البريئة، ومنها حضور فنون السينما. نــحــن نــتــحــد­ث هــنــا عـــن الــبــحــ­ريــن فــقــط، فــكــم هـــي املاين األخـــــر­ى، مــن الــســعــ­وديــن، الــذيــن يـتـكـبـدو­ن مــشــاق السفر، والتكاليف العالية، في طريقهم لدبي والكويت، والقاهرة، وبقية عواصم الترفيه، بحثا عن «حياة» لهم وألسرهم. لعل من املفارقات املضحكة، أن السعودين يدفعون أغلى تــذكــرة سينما فــي الــعــالـ­ـم، فـالـتـذكـ­رة يــضــاف عليها قيمة الـتـنـقـل، والــطــيـ­ـران، والــســكـ­ـن، والــطــعـ­ـام، انـتـهـاء إلــى صالة السينما، فإذا كان املشاهد حول العالم، يدفع عشرة دوالرات ثمنا لــلــدخــ­ول، فمواطننا الـغـلـبـا­ن، يـدفـع آالف الــــدوال­رات ملشاهدة فيلم واحد. عاقة السعودين بالسينما، وجدانية وعاطفية جدا، مليئة بالحرمان، وتكبد املشاق للوصول إليها، فقد عرفوها في وقـت مبكر، مع دخـول شركة الزيت العربية «أرامـكـو»، إلى الحياة العامة، فـي األربعينات مـن الـقـرن املـاضـي، منشئة دورا للسينما داخل مرافقها، خدمة ملوظفيها وعائاتهم. ثـم تـمـددت تلك الثقافة للمدن السعودية األخـــرى، خاصة الــريــاض والـــدمــ­ـام وجـــدة والــطــائ­ــف، ووصـــل عـــدد صاالت السينما للعشرات، منها الحديث، ومنها البسيط، بل كانت في طريقها للتحول لصناعة متكاملة، تغذيها استثمارات، وعوائد مجزية. احــتــضــ­نــت الــســيــ­نــمــا بــعــض الـــعـــا­ئـــات الـــتـــج­ـــاريـــة، التي تخصصت فـي ذلــك الـنـشـاط، وأنـشـئـت صــاالت على الطرز العاملية، خاصة في جدة، إضافة لبعض األندية الرياضية الشهيرة، التي حققت موردا ماليا مهما لها. كان ذلك تاريخ االنتشار، أما املغادرة املؤسفة، فتعود لبداية الـثـمـانـ­يـنـات املــيــاد­يــة، مــع خــضــوع املـجـتـمـ­ع واستسامه لاختطاف الحركي، وتخليه عن أحامه الحضارية، التي كــان قــد أنـجـز واجـبـاتـه­ـا، وهضمها قـبـوال وتــعــودا، طوال عقود. تقويض السينما من الحياة العامة، لم يكن خيار الناس، بل كان تماشيا مع التغير في النظرة للمختلف عليه، والنأي عـن احـتـرام خـيـارات الـنـاس، املـواطـن لـم يستسلم، بـل وجد حلوال عابرة للحدود، وذهــب إليها في الـخـارج، ما يعني تبديل األقنعة، مع كل تحرك جغرافي. الــســؤال هــنــا، كـيـف تــعــود مـــرة أخــــرى، كــل املـــؤشــ­ـرات تؤكد أن املجتمع يرغب بشدة فـي رؤيــة السينما فـي مـدنـه، لكن ذلـــك يتطلب حــلــوال مـبـتـكـرة، تــكــون قــــادرة عـلـى استيعاب كل االشتراطات، وخلق مقاربات توافقية، منها النظر إلى تجارب قريبة منا، فقطر والبحرين والكويت، لديها تجارب ثرية، ملبية كل املعايير، يمكن االستفادة منها للعبور اآلمن لعالم السينما.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia