حارسات يواجهن املخاطر وأخريات يتخذن الوظيفة «جسر عبور»
ال قيمة للحياة إذا فقد اإلنسان األمل في مستقبل أفضل يعيش فيه حياة كريمة، ومـــن هـــذا املـنـطـلـق تـسـعـى املــــرأة دائــمــا لتحسني وضـعـهـا ووضـــع عائلتها بقدر املستطاع، متغلبة على الكثير من التحديات التي تواجهها، بل إنها في كثير من األحيان تصنع املعجزات حتى ال تشعر بالتقصير تجاه أسرتها. حارسة األمن أم سامر التي تعمل في هذه الوظيفة منذ أكثر من أربع سنوات في أحد املجمعات التجارية تقول إنها استقرت أخيرا في هذه الوظيفة بعد أن كانت تتنقل بني املــدارس الخاصة كعاملة نظافة، وتضيف أن العمل في هذه الوظيفة شاق ومتعب في بعض األوقــات، إضافة إلى أننا نأخذ يوما واحـدا فقط لإلجازة األسبوعية. مـن جهة أخــرى، تقول حـارسـة األمــن هـنـاء: منذ كـان عمري 13 عاما وأنــا أتحمل مـسـؤولـيـة عـائـلـتـي، فكنت أعـمـل عـلـى تجهيز الـبـحـوث والـتـكـالـيـف مـقـابـل مبالغ مالية، ملساعدة أهلي في النفقات الشهرية، وحاولت إكمال دراستي الجامعية إال أن مرض والــدي اضطرني إلى ترك دراستي، والبحث عن عمل ملساعدته في دفع تكاليف عاجه، وتنقلت بني الوظائف واحــدة تلو األخــرى، إلى أن وجـدت إعانا عن وظيفة حارسة، قادني للعمل في تلك املهنة. وتكمل حديثها: املجمع التجاري لم يوفر لي ولزمياتي مكتبًا لنضع فيه أغراضنا، أو لنتناول وجبات الطعام فيه، أو لاستراحة. أما زينب محمد فتؤكد أن عملها حارسة أمٍن ما هو إال جسر عبور للتمكن من جمع مبلغ للحصول على دورات تساعدني في تخصصي علم االجتماع، وبعدها سأترك الوظيفة للتفرغ ملجال تخصصي. وعن أطرف املواقف التي واجهتها في العمل كحارسة أمن تقول: جاء ت سيدة ومعها كلب مـن نــوع ألـيـف، وعندما أخبرناها أن إدارة املجمع تمنع دخــول الحيوانات للسوق، أصرت على إدخاله، أو تحريضه لعض من يحاول أن يلمسه.